يؤكّد الأخصائي النفسي محمد مصطفى أن الانفصال لا يغيّب الشخص فحسب، بل يغيّب الدور العاطفي الذي كان يملأ تفاصيل اليوم ويعيد تشكيل الهوية الفردية، خصوصًا عندما تكون العلاقة طويلة واستمرت لسنوات. هذا التأثير قد يترك فجوات نفسية تحتاج وقتًا طويلاً للتعافي. كما أن غياب الروتين المشترك يضيف عبئًا إضافيًا على الحياة اليومية ويزيد من حالة التفكير المستمر.

التأثير النفسي للانفصال

يؤكد الأخصائي النفسي أن أثر الانفصال لا يقتصر على غياب الفرد بل يشمل تغيّر الصورة الذاتية والاعتياد الذي صار جزءًا من الهوية اليومية. عندما تستمر العلاقة فترات طويلة، تبرز فجوات عاطفية تعيق الانتقال وتحتاج لوقت وجهد للتعافي. هذا الوضع قد يفرض حالة من الارتباك والتشتت مع مرور الوقت.

مراحل الحزن والقبول

تشير المراحل التي يمر بها الشخص بعد الانفصال إلى نمط عاطفي مشابه لمراحل الحزن المعروفة، حيث يبدأ بالإنكار وعدم الاعتراف بأن النهاية قد حدثت. يتلوه الغضب تجاه الذات أو الطرف الآخر ثم تظهر مرحلة المساومة بمحاولة إصلاح ما انكسر قبل أن يستقر الشخص في قبول الواقع. في هذه المرحلة يتيح القبول إدراك أن الحياة ستتابع وأن الخسارة قد تكون بداية جديدة للنضج.

العودة إلى الحياة

يشدد المتخصص على أن العودة إلى الحياة الطبيعية تتطلب مساحة آمنة من الصمت تمنح الجرح فرصة للالتئام بعيدًا عن الضوضاء. يساعد ذلك العقل على إعادة ضبط النفس وتخفيف اللوم الذاتي وأفكار المقارنة. هناك خطوات عملية تعزز التعافي وتدفع الشخص إلى بناء ذاته من جديد.

خطوات التعافي

تؤكد الخطوات العملية أهمية منح النفس مساحة للصمت لإعادة البناء الداخلي بعيدًا عن الضجيج. تبدأ القاعدة بقبول المشاعر وعدم لوم النفس، ثم الابتعاد عن التواصل مع الطرف السابق لفترة لتقليل التفكير المستمر. كما يساعد إعادة اكتشاف الاهتمامات والهوايات وممارسة الرياضة وتعلم مهارات جديدة في استعادة الثقة بالنفس والاعتماد على الذات. ويستلزم الأمر أيضًا الحصول على دعم من الأصدقاء أو المختصين النفسيين لتخفيف شعور الوحدة وتسهيل مواجهة التحديات. تنظيم الروتين اليومي يمنح استقرارًا ويحد من الاضطرابات، بينما يمنح منح النفس الوقت الكافي فرصة واقعية للشفاء.

شاركها.
اترك تعليقاً