تبرز مدينة أخميم في قلب محافظة سوهاج بتاريخ حافل بالحرفة والإبداع في النسيج. تحمل أنوالها حكايات آلاف السنين من المهارة والتقنيات المتوارثة عبر الأجيال. هنا تتصل جذور الصناعة بالعصور القديمة واللاحقة لتكوّن نسيجًا يوثّق تاريخًا طويلاً من التطور الفني. وتظل المدينة بشموخها نموذجًا حيًا لمانشستر مصر الأصيلة في النسيج والفن والحياة.
تاريخ النسيج الأخميمي
اعتمدت صناعة النسيج في أخميم على الصوف والكتان والقطن والحرير الطبيعي، وتُصاغ تقنيات يدوية تبتكر النقوش والزخارف من خيال الحرفيين. كانت الأسر الأخميمية تمتلك كل بيت بنول تقريبًا، حتى بلغ عدد الأنوال نحو ٥ آلاف نول تشارك الأسرة في الإنتاج. تشكل النساء نحو ٨٠٪ من العمالة المساعدة، بينما يتولى الرجال العمل على النول نظرًا لمتطلبات الجهد العضلي والدقة. لم تكن المنسوجات مجرد أقمشة، بل كانت وثائق فنية تعكس الذوق الفني والتطور التقني، كما ارتبطت تجارة النسيج في أخميم بتصدير الأحمر القرمزي إلى روما عبر العصور.
قرية النساجين.. تراث حي
للحفاظ على هذا الإرث العظيم، أعلنت محافظة سوهاج إنشاء قرية النساجين في حي الكوثر، وتضم ١٥٠ وحدة نسيج يدوي لإنتاج الكوفرتات والمفروشات والمنسوجات القطنية والحريرية. تحولت القرية إلى مزار سياحي فريد يزورّه السائحون لاقتناء نسيج أخميم ومشاهدة الحرفيين أثناء العمل. تظل أخميم علامة بارزة في تاريخ الصناعة المصرية، وتواصل خيوطها سرد قصة الإبداع والفخر بالحرفة.


