توضح الدراسات الحديثة أن فيتامين د ليس مجرد عامل يعزز العظام والأسنان، بل يلعب دوراً أساسياً في دعم المناعة وتنظيم الهرمونات وتحسين المزاج والطاقة. كما أن انخفاض مستويات فيتامين د يرتبط بالعديد من الحالات الصحية المزمنة. وتزداد مشكلة النقص في الشتاء بسبب قصر مدة التعرض للشمس وتغيرات الطقس. وتؤكد المصادر الطبية أن التعرض الكافي للشمس والخيارات الغذائية المدعمة يسهمان في المحافظة على مستوياته في الجسم.
أسباب انخفاضه في الشتاء
تشير الأبحاث إلى أن انخفاض فيتامين د في الشتاء يرجع إلى قلة إشراق الشمس مع زيادة الغيوم وتراجع التعرض لأشعة الشمس. وفي هذا الموسم، قد يزداد الخطر بين فئات محددة مثل كبار السن وأصحاب البشرة الداكنة والأشخاص الذين يعملون لوقت طويل داخل المباني. كما أن النباتيين أو من يعانون من أمراض سوء الامتصاص أو أمراض الكلى والكبد قد يكونون أكثر عرضة للنقص، مما يتطلب متابعة صحية دقيقة.
التعرض الآمن للشمس
ينصح الأطباء بالتعرض المباشر للشمس كأفضل طريقة طبيعية للحصول على فيتامين د. ينبغي الخروج من 10 إلى 30 دقيقة يوميًا ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا، ويفضل أن يكون ذلك خلال أوقات منتصف اليوم حين تكون الشمس في ذروتها. يفضل كشف الوجه والذراعين والساقين أثناء التعرض، مع عدم استخدام واقٍ شمس في هذه الفترة القصيرة، أما إذا طالت المدة فيستحسن وضع واقٍ من الشمس.
الأطعمة الغنية بفيتامين د
توضح المصادر أن فيتامين د يتواجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة القليلة، لذا فإن إضافة أطعمة محددة في النظام الغذائي يعوض النقص خلال الشتاء. تشمل أبرز المصادر الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين والتونة، إضافة إلى صفار البيض الذي يحتوي على كمية مفيدة من الفيتامين. كما يعد العيش الغراب خياراً جيداً خاصة أنواع التي تتعرض لأشعة فوق البنفسجية. وتظل المنتجات المدعمة مثل الحليب والزبادي والحبوب المدعمة وعصير البرتقال المدعّم أساسية في هذا السياق، وينصح بتضمين السمك مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا بجانب البيض والعيش الغراب ضمن النظام الغذائي اليومي.
الأطعمة والمشروبات المدعمة
تشير الدراسات إلى أن الاعتماد على الأطعمة والمشروبات المدعمة يصبح ضرورياً في الشتاء، إذ يصعب الحصول على فيتامين د من المصادر الطبيعية وحدها. تبحث الشركات في إضافة فيتامين د إلى منتجاتها مثل الحليب والعصائر والحبوب، لذا يجب قراءة الملصقات للعثور على عبارة مدعم بفيتامين د عند الشراء لضمان حصولك على الكميات اللازمة. ويحث الخبراء على مراجعة الملصقات بانتظام لضمان استمرار التزويد بالفيتامين خلال فصل الشتاء.
المكملات الغذائية عند الحاجة
عند وجود انخفاض في مستوى فيتامين د وفق نتائج تحليل الدم، يوصي الطبيب بتحديد جرعات مكملات غذائية مناسبة وفق العمر والحالة الصحية. من المهم عدم تناول المكملات من تلقاء أنفسنا، فالمبالغة في الجرعات قد تسبب زيادة الكالسيوم في الدم ومشاكل في الكلى. لذلك يلزم متابعة الطبيب وتقييم النتائج دورياً.
الفحص الدوري للمستوى
يؤكد الأطباء أن نقص فيتامين د يتطور تدريجيًا بدون أعراض واضحة في البداية، لذلك يوصى بإجراء فحص دم مرتين سنويًا قبل وأثناء موسم الشتاء. يساعد الفحص على اكتشاف النقص مبكرًا والبدء بالعلاج المناسب، سواء من خلال التعرض للشمس أو تنظيم النظام الغذائي أو استخدام المكملات وفق التوصيات الطبية. وباستخدام هذه الإجراءات يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالنقص وتحسين الصحة العامة.


