يؤكد الأطباء أن الصداع قد يكون علامة مبكرة على سكتة دماغية في بعض الحالات، وليس مجرد عرض للإرهاق أو التوتر. وقد يشير إلى وجود نوبة إقفارية عابرة تستمر لبضع دقائق أو ساعات ثم تختفي. وتؤكد المصادر أن التعامل السريع مع هذه العلامة قد ينقذ حياة المريض من مضاعفات خطيرة أو تلف دائم في الدماغ.
ما هي النوبة الإقفارية العابرة
النوبة الإقفارية العابرة هي حالة ينقطع فيها تدفق الدم إلى جزء من الدماغ مؤقتًا، مما يسبب أعراض تشبه السكتة لكنها تختفي خلال دقائق أو ساعات. ورغم زوال الأعراض، تعتبر هذه النوبة تحذيرًا قويًا من احتمال حدوث سكتة دماغية كبرى خلال أيام أو أسابيع إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب. تستدعي النوبة تقييمًا طبيًا فوريًا لتحديد السبب وتقليل المخاطر لاحقًا.
صداع الرعد والسكتة الدماغية
يؤكد الدكتور سمير كال أن الصداع المفاجئ والشديد الذي يوصف بأنه “صداع الرعد” هو حالة طارئة قد تشير إلى سكتة دماغية نزفية أو تمزق في أحد الأوعية الدماغية، خاصة عند وجود دوار أو تشوش أو تقيؤ أو مشاكل في الرؤية. ويضيف أن مثل هذا النوع من الصداع يجب أن يُعامل كإشارة طارئة تستدعي الاتصال بالخدمات الطبية فورًا. وتظهر مع هذا الصداع عادة علامات أخرى مثل صعوبة في الكلام أو الرؤية أو فقدان التوازن والدوخة الشديدة.
الصداع النصفي وخطر السكتة
يذكر الدكتور كال أن الصداع النصفي المصحوب بهالة قد يزيد بشكل بسيط من خطر الإصابة بسكتة إقفارية، خصوصًا بين النساء ومن يعانين اضطرابات هرمونية أو يتناولن موانع حمل هرمونية. كما قد يساهم وجود عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول والتدخين في رفع هذا الخطر. وعلى الرغم من أن الارتباط ليس حاسمًا، فإن متابعة الحملات الوقائية تكون مهمة للوقاية من السكتة المستقبلية.
كيف ترتبط النوبة الإقفارية بالصداع
يوضح الدكتور صادق باثان أن التهاب الأوعية الدموية أو تضيقها قد يبدأ بصداع خفيف يتفاقم تدريجيًا خلال يوم أو يومين، وقد يستمر حتى 48 ساعة في بعض الحالات. ويشير إلى أن هذا الصداع قد يكون علامة على انسداد جزئي أو مؤقت في إحدى شرايين الدماغ، ما يستدعي فحصًا عاجلًا بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي. وينبه إلى أهمية عدم تجاهل الصداع المفاجئ المستمر أو المتكرر والذي قد يدل على مشكلة كبيرة في الشرايين الدماغية.
أعراض السكتة الدماغية الصغيرة
ينصح الأطباء بمراقبة أعراض ترافق الصداع والتي قد تشير إلى نوبة إقفارية عابرة، مثل ضعف أو تنميل في الوجه أو اليد أو القدم من جهة واحدة. كما قد يظهر اضطراب في الرؤية أو ازدواجها، إضافة إلى صعوبة في التحدث أو الفهم وفقدان التوازن أو الدوخة المفاجئة. ويحدث مع هذه العلامات صداع قوي غير مبرر، ولذلك يجب الاتصال بخدمات الطوارئ فور ظهور أي من هذه العلامات وعدم الانتظار حتى تختفي.
أسباب النوبة الإقفارية العابرة
تحدث النوبة غالبًا بسبب انسداد مؤقت في أحد شرايين الدماغ نتيجة جلطات صغيرة، وتزداد الإصابة مع وجود ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الكوليسترول والتدخين والسمنة وقلة النشاط البدني واضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني. وتساهم هذه العوامل مجتمعة في زيادة احتمالية حدوث النوبة القابلة للتقليل من المخاطر عند التحكم بها. وتؤكد التوجيهات الصحية أن معالجة هذه العوامل يمكن أن تقلل من احتمال تكرارها وحدوث سكتة دماغية حادة لاحقًا.
الوقاية من السكتة الدماغية
توصف الوقاية بأنها تبدأ بنمط حياة صحي، حيث ينصح بقياس ضغط الدم ومتابعة مستويات السكر والكوليسترول بانتظام. وتدعو الإرشادات إلى الإقلاع عن التدخين فورًا وتبني نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة. كما تشجع على ممارسة نشاط بدني يوميًا لمدة 30 دقيقة ونوم كافٍ وتخفيف التوتر العصبي للحماية من السكتة الدماغية.


