أعلن فريق من علماء الحفريات في البرازيل عن اكتشاف نوع جديد من الزواحف المفترسة العملاقة التي عاشت قبل نحو 240 مليون عامًا، أي قبل ظهور الديناصورات. وأُطلق على المخلوق اسم تاينراكواسوخوس بيلاتور (Tainrakuasuchus bellator)، وهو اسم يجمع بين كلمات من اللغات الجواراني واليونانية واللاتينية، وتكريمًا لسكان ولاية ريو غراندي دو سول في جنوب البرازيل الذين صمدوا أمام الكوارث الطبيعية الأخيرة. ويمثّل الاكتشاف خطوة مهمة في فهم تاريخ تطور الزواحف على الأرض وتحديدًا في الفترة التي سبقت ظهور الديناصورات.

عُثر على الحفرية في بلدة دونا فرانسيسكا جنوب البلاد، وتضم أجزاء من الفك السفلي والعمود الفقري والحوض، ما مكّن العلماء من إعادة تصور شكل الحيوان وسلوكه. وكان طول تاينراكواسوخوس بيلاتور نحو 2.4 مترًا، ووزنه نحو 60 كيلوجرامًا، وجسمه مغطى بصفائح عظمية قوية تشبه تلك التي تغطي التماسيح المعاصرة، ويتحرك على أربع قوائم رشيقة. كما كان لديه عنق طويل وفك نحيف مزود بأسنان منحنية حادة تساعده على الإمساك بالفريسة ومنعها من الهروب، مما وضعه ضمن فئة المفترسات العليا في بيئته.

أقدم من الديناصورات

تشير النتائج إلى تشابه مدهش بين هذا الكائن ونوع آخر يُدعى أمانداسوخوس تانياوخن الذي عُثر عليه في تنزانيا، وهو ما يشير إلى وجود رابط جيولوجي بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا في تلك الحقبة حين كانت القارتان متصلتين ضمن بانجيا. هذا الارتباط يفتح نافذة لفهم كيفية تفاعل البيئات القديمة وتوزيع الزواحف المفترسة قبل ظهور الديناصورات. كما يعزز الاكتشاف فكرة وجود تنوع بيولوجي غني في منطقة جنوب البرازيل خلال تلك الفترة الزمنية.

دليل على الترابط القاري القديم

يعكس الاكتشاف أن جنوب البرازيل خلال العصر الثلاثي كان موطنًا لتنوع بيولوجي مذهل من الزواحف المفترسة التي سبقت الديناصورات وسيطرت على النظم البيئية في ذلك الوقت. وأكد الباحث مولر من جامعة سانتا ماريا الفيدرالية أن هذا النوع المكتشف يمثل حلقة انتقالية حاسمة في تاريخ الحياة على الأرض، حيث بدأت الزواحف بالتطور لتصبح أشكال أكثر تعقيدًا تفادت لاحقًا ظهور التماسيح المعروفة اليوم. كما أن عمليات التنقيب الدقيقة وإزالة الصخور المحيطة بالحفرية في المختبر أكدت أن هذا الكائن لم يُعرف من قبل في أي سجل علمي، ما يجعل هذه المكتَشفات إضافة ثمينة للمتحف التطوري للكوكب.

شاركها.
اترك تعليقاً