توضح الأبحاث أن الفواق ظاهرة جسدية تعبر عن انقباض غير إرادي للحجاب الحاجز يتبعه إغلاق سريع للأحبال الصوتية ليبخ الصوت المميز. وتختلف حدته وتوقيته من شخص لآخر، وغالبًا ما تختفي في غضون دقائق قليلة دون تدخل. وتحدث الفواق أحيانًا بسبب تناول مشروب غازي أو وجبة دسمة أو نوبة ضحك مفاجئة، لكنها قد يظهر أيضًا من دون سبب واضح في بعض الحالات. وبشكل عام، لا يعتبر الفواق أمرًا خطرًا عندما يختفي بسرعة، إلا أن استمرارها قد يحتاج فحصًا طبيًا لمعرفة السبب الكامن.
تصنف المصادر الطبية الفواق إلى ثلاثة أنواع رئيسية: حاد يستمر حتى 48 ساعة، مستمر يتجاوز يومين، ومستورعصي يدوم لأكثر من شهر. وهذا التصنيف يساعد الأطباء في تقدير شدة الحالة وتحديد ما إذا كان هناك اضطراب أساسي يستدعي تدخلاً. عادةً ما يختفي الفواق في الأغلب من تلقاء نفسه، لكن الحالات المستمرة قد ترتبط باضطرابات في المعدة أو الجهاز العصبي أو القلب.
أسباب شائعة للفواق
يُعزى الفواق غالبًا إلى اضطراب في إيقاع الحجاب الحاجز نتيجة الإفراط في الأكل أو شرب المشروبات الغازية أو ابتلاع الهواء أثناء التنفس. قد يتسبب تغير مفاجئ في درجات الحرارة في الحلق والحجاب الحاجز في حدوث تشنجات لا إرادية. كما أن وجود اضطرابات هضمية مثل ارتجاع المريء أو التهاب المعدة يمكن أن يثير الفواق المستمر، وتظهر الدراسات أن تغيّر الحرارة أو التوتر قد يؤثران أيضًا. يحدث أن تثير بعض الأدوية مثل المهدئات أو الأدوية الكيميائية الفواق من دون تعليل واضح.
متى تستدعي القلق
يرتبط القلق مع استمرار الفواق لأكثر من 48 ساعة بطيف من الأسباب المحتملة التي تستدعي التقييم الطبي. قد يشير الفواق المستمر إلى تهيج العصب المبهم أو الحجابي نتيجة وجود كتلة في الصدر أو الرقبة أو عدوى أو التهاب، كما يمكن أن ترتبط بمشاكل عصبية مثل التصلب اللويحي أو السكتة الدماغية. في بعض الحالات، قد يكون الفواق المستمر علامة على مشاكل غذائية أو أيضية كالفشل الكلوي أو داء السكري، لذا تتطلب هذه الحالات فحوصات دم وتقديم العلاج المناسب وفق السبب.
حلول سريعة لتخفيف الفواق
تنصح الحيل الشائعة بحبس النفس لثوانٍ لإعادة ضبط مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم وتعديل التنفس. كما أن التنفس في كيس ورقي يرفع مستوى ثاني أكسيد الكربون بما يساعد على تهدئة الحجاب الحاجز. ويُفضل تناول الماء البارد ببطء لت刺激 العصب المبهم وإعادة الإيقاع التنفسي. وفي بعض الحالات، يساعد بلع ملعقة من السكر أو العسل في تنشيط عضلات الحلق وتحفيز إنهاء النوبة بسرعة.
علاج طويل الأمد وطرق التحكم
في الحالات المستمرة، قد يصف الأطباء أدوية تعمل على استرخاء الحجاب الحاجز وتثبيت النشاط العصبي مثل باكلوفين أو جابابنتين. كما يمكن استخدام أدوية تمنع الدوبامین مثل الكلوربرومازين أو ميتهوكوبراميد في حالات محددة، مع مراعاة آثارها الجانبية. يركز العلاج غالبًا على معالجة السبب الكامن إلى جانب تخفيف النوبة، مثل علاج ارتجاع المريء أو ضبط التوازن العصبي. يخضع اختيار العلاج لتقييم طبي دقيق وتقدير لفوائد ومخاطر كل دواء.
طرق الوقاية والحد من النوب
يمكن تقليل حدوث الزغطة بتبني عادات أكل وشرب أكثر توازنًا، مثل تناول وجبات أصغر وببطء لتجنب ابتلاع الهواء وتمديد المعدة. كما يساهم الحد من المشروبات الغازية وتجنب الأطعمة الحارة في تقليل تهيج المريء والحجاب الحاجز. وإن كان الشخص يعاني من ارتجاع المريء، فالحفاظ على وضعية مستقيمة بعد الطعام واستخدام مضادات الحموضة الموصوفة يساعد في تخفيف النوبات. كذلك يساعد التنفس الواعي وتخفيف التوتر والقلق عبر ممارسات مثل اليوغا في استقرار الحجاب الحاجز وتقليل التكرار.


