تثير قضية زواج المرأة من رجل أصغر سنًا جدلًا واسعًا في المجتمعات العربية. يرى بعض الناس أنها تجربة إنسانية طبيعية تتبادل فيها الشريكتان الدعم والاستقرار. بينما يخشى آخرون تأثير الفارق على الهوية والالتزامات ضمن العلاقة وتبرز أسئلة حول إمكانية نجاحه على المدى الطويل.

الدوافع النفسية وراء الزواج من أصغر

أوضح الخبير أن الدافع وراء هذه الزيجات قد ينشأ عن توافق عاطفي وروحي حقيقي بين الطرفين، وليس مجرد فارق العمر. وتبين أن كثيرًا من النساء يجدن في الشريك الأصغر سنًا مصدرًا للطاقة والحيوية بعد تجارب سابقة أرهقتهن نفسيًا. في المقابل، يرى بعض الرجال الأصغر في المرأة الناضجة رمزًا للاحتواء والدعم والاستقرار العاطفي.

كما أشار إلى أن بعض الدوافع قد تكون غير واعية؛ فالرجل الأصغر قد يبحث عن أم راعية تمنحه الأمان. كما أوضح أن المرأة قد تسعى لإثبات قدرتها على الجذب والتأثير رغم تقدمها في العمر. هذا يتمايز وفق الظروف الشخصية ويعكس تباين التصورات حول الأدوار في العلاقة.

التأثير النفسي والواقعي للعلاقة

يمكن أن يحمل الفارق العمري تأثيرات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه. فمن الإيجابيات أن نضج المرأة العاطفي يجعلها أكثر قدرة على إدارة الخلافات وتفهم احتياجات الطرف الآخر، مما يمنح العلاقة استقرارًا نسبيًا في بدايتها. أما الرجل الأصغر فيضفي حماسًا وحيوية تساعد على كسر الروتين وتجديد المشاعر.

وفي المقابل، قد تبرز تحديات مثل قلق المرأة من التقدم في العمر مقارنة بشريكها، أو ضغوط اجتماعية تمس رجولته أو مكانته. وأشار الخبير إلى أن هذه الزيجات قد تواجه صعوبات إذا كان الدافع الأساسي هو التحدي أو سد فراغ مؤقت، إذ غالبًا ما تفقد ثباتها مع مرور الزمن. لكن وعي الذات والاحترام المتبادل يعدان عاملين حاسمين في استمرار العلاقة وتقبل الواقع الاجتماعي والنفسي.

هل ينجح الزواج رغم الفارق العمري؟

أكد الدكتور أحمد أمين أن نجاح الزواج لا يقاس بالفارق العمري بل بنضج الطرفين وقدرتهما على إدارة الاختلافات. وذكر أن بناء العلاقة على التفاهم والاحترام والرغبة الصادقة في المشاركة يجعلها قابلة للاستمرار، بينما إذا كان الهدف التحدي أو سد الفراغ الاجتماعي فقد يفشل. أشار إلى أن العقلية الواعية وتقبل الواقع الاجتماعي والنفسي هو العامل الحاسم، وأن هذه التجربة ليست خطأ ولا ظاهرة سلبية ما دامت تعتمد على النضج والصدق والتوازن النفسي.

شاركها.
اترك تعليقاً