توضح هذه المراجعة أن التهاب الجيوب الأنفية يجعل التجاويف مملوءة بالسوائل ويؤدي إلى الاحتقان المستمر. يسبّب ذلك ضغطًا ودوخة ويجعل التنفس مهمة شاقة. وبينما يركز العلاج الدوائي عادةً على السبب الرئيسي، يبرز الاهتمام بالدور التكميلي للمغذيات والفيتامينات في تعزيز المناعة وتقصير مدة الالتهاب.
تشير البيانات إلى أن بعض المكملات الغذائية قد تحدث فرقًا في سرعة الشفاء، خاصة في حالات ضعف المناعة أو التعرض المتكرر لنزلات البرد. وتبيّن أيضًا أن فيتامين د وفيتامين سي والبروبيوتيك يمكن أن تلعب دورًا داعمًا للوحدة المناعية. يفضَّل استشارة الطبيب لتحديد الجرعات وتنسيق استخدامها ضمن خطة علاجية.
فيتامين د: الحارس المناعي الأول
يعد فيتامين د من العناصر الأساسية للحماية المناعية، وتظهر الدراسات أن نقصه قد يزيد احتمالية الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية ويطيل فترة الالتهاب. تعزز مستويات جيدة من فيتامين د قدرة خلايا المناعة على تمييز الميكروبات ومهاجمتها بشكل أكثر كفاءة، كما تقلل من النشاط الالتهابي في الأغشية المخاطية. وتُوصى بالحصول على الجرعة اليومية الموصى بها من خلال التعرض المعتدل للشمس وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د أو عبر مكملات وفق توجيهات الطبيب.
يُراعى اختيار مصادر موثوقة وتجنب المكونات الضارة. لا يجب أن تحل المكملات محل العلاج الطبي، لكنها تدعم الشفاء وتدعم المناعة ضمن خطة علاجية يشرف عليها الطبيب. ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء بجرعات جديدة خاصة إذا كان لديك حالات صحية أو تتناول أدوية مميعة للدم.
فيتامين سي: خط الدفاع المضاد للأكسدة
يساهم فيتامين سي في تعزيز إنتاج خلايا الدم البيضاء وتقليل تلف الأنسجة الناتج عن الالتهاب المزمن. تشير الأدلة إلى أن تناوله بانتظام قد يساعد في تقليل مدة نزلات البرد وهذا بدوره قد يقلل من احتمالية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المرتبط بها. يفضل إدراجه في النظام الغذائي اليومي من خلال الفواكه الحمضية والفلفل الأحمر والكيوي، أو عبر مكمل غذائي موثوق به عند الحاجة.
يؤكد الدليل أن نقص فيتامين سي قد يجعل الأعراض أسوأ، مثل الاحتقان والصداع، لذا فتنصح بإدراجه في النظام الغذائي. يفضل استشارة الطبيب لتحديد الحاجة والجرعة المناسبة وفق الحالة. كما أن المكملات لا تعوض عن تناول الغذاء الصحي لكنها قد تكون داعمة في حالات النقص.
البروبيوتيك والتوازن المعوي
إن الجهاز الهضمي ليس بعيدًا عن التنفس كما يظن البعض؛ فالبكتيريا النافعة في الأمعاء تلعب دورًا في تنظيم المناعة. لذلك يُنصح باستخدام مكملات البروبيوتيك خاصة أثناء تناول المضادات الحيوية لتجنب تدمير البكتيريا المفيدة التي تدعم التوازن المناعي. اختر منتجات تحتوي على سلالات متعددة وتخضع لاختبارات جودة مستقلة.
مركبات طبيعية لمكافحة الالتهاب والاحتقان
الزنجبيل ليس مجرد مشروب دافئ في أيام البرد، بل يحتوي على مركبات جينجرولات ذات خصائص مضادة للالتهاب وتساعد على تهدئة الغشاء المخاطي وتخفيف التورم الداخلي. يمكن إضافته طازجًا إلى الطعام أو شرب شايه بمقدار معتدل، مع الحذر من الجرعات الكبيرة التي قد تسبب اضطرابات معدية أو تتداخل مع أدوية مميعة للدم. كما يمكن الاستفادة من بخار شاي الزنجبيل لترطيب الممرات وتحسين التنفس.
يُستخلص البروميلين من فاكهة الأناناس، بينما يوجد الكيرسيتين في التفاح والبصل والحمضيات. عند الجمع بينهما يعملان كمضاد للهستامين بشكل طبيعي، ما يساعد على تقليل إفراز المخاط وتخفيف انسداد الأنف الناتج عن التهاب الجيوب أو الحساسية المزمنة. أظهرت دراسات محدودة أن تناول هذا المزيج بجرعات معتدلة قد يخفف من الانتفاخ ويحسن تدفق الهواء، إلا أن استشارة الطبيب ضرورية لتجنب التداخلات مع بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية ومضادات التخثر.
كيف تختار المكمل المناسب بأمان
يجب التأكد من أن المكمل خال من الملوثات وأن الجرعة المعلنة دقيقة. اقرأ المكونات بعناية لتجنب المواد الحافظة أو مسببات الحساسية غير المرغوبة. لا تحل المكملات محل العلاج الطبي، لكنها أداة داعمة تسهم في سرعة الشفاء وتحسين المناعة عند استخدامها ضمن خطة علاجية يشرف عليها الطبيب.


