أعلنت جامعة ولاية كارولاينا الشمالية نتائج دراسة علمية حديثة أشارت إلى وجود صلة مثيرة للقلق بين تفشّي الصراصير وارتفاع مستويات المواد المثيرة للحساسية والسموم البكتيرية المعروفة باسم الإندوتوكسينات في المنازل. وتم إجراء الدراسة في مجمعات سكنية بمدينة رالي بولاية كارولاينا الشمالية. ونشرت الدراسة في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology: Global بمشاركة خبراء من جامعات كنتاكي وتورنتو، وتم تمويلها من وزارة الإسكان الأمريكية والمعاهد الوطنية للصحة. وتؤكد النتائج أن مكافحة الصراصير بشكل فعال قد يقلل من تركيز المواد الضارة في المنازل، مما يعزز بيئة سكنية صحية، خصوصاً في المجمعات متعددة الوحدات.
قسم الباحثون الشقق المصابة إلى فئتين: شقق خضعت للإبادة المهنية وأخرى لم تُعالج، مع وجود مجموعة ضابطة من المنازل الخالية من الصراصير. أظهرت النتائج أن المنازل غير المعالجة حافظت على مستويات عالية من الإندوتوكسينات والمواد المثيرة للحساسية مقارنة بما خضعت للإبادة. كما وجدوا أن الإناث من الصراصير تنتج نحو ضعفي كمية الإندوتوكسينات مقارنة بالذكور بسبب كميات الطعام التي تتناولها. تشير هذه المعطيات إلى أن المطابخ تشكل مناطق رئيسية لتراكم هذه السموم.
تأثير اجتماعي واقتصادي
أظهرت النتائج أن وجود الصراصير كان أكثر شيوعاً في المنازل منخفضة الدخل، ما يشير إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد تزيد من التعرض لهذه الملوثات. وأشار خبير الحشرات كوبي شال إلى أن الإندوتوكسينات مرتبطة بالصحة وتفاعلها مع الهواء قد يثير ردود فعل تحسسية. وتخطط الفرق البحثية لدراسة كيفية تفاعل هذه المواد مع الصراصير في نماذج حيوانية للربو، ما قد يساعد في تطوير استراتيجيات لإدارة الربو لدى السكان المتأثرين.
آفاق البحث المستقبلي
وتخطط فرق البحث لمواصلة العمل لتقييم كيفية تفاعل الإندوتوكسينات والمواد المثيرة للحساسية مع الصراصير في نماذج حيوانية للربو. كما ستواصل الدراسة رصد مدى أثر مكافحة الآفات على جودة الهواء الداخلي وصحة السكان في المجتمعات المتأثرة. وتشير النتائج إلى أهمية تعاون المجتمع وسياسات عامة للحد من هذه المخاطر، مع التأكيد على دور مكافحة الآفات كإجراء يحسن جودة الهواء في المنازل.


