تعريف الاحتراق السكري

يشرح الأطباء الاحتراق السكري بأنه حالة من الإرهاق العاطفي والنفسي الناتجة عن الضغط المستمر لإدارة مرض مزمن مثل السكري. يقارنونها بالاحتراق المهني من حيث شدة الضغوط الناتجة عن متابعة العلاج على مدار الساعة. يلاحظ المرضى وجود شعور بالضجر والانفصال العاطفي ورغبة في التوقف عن العناية بالنفس، وقد يؤدي ذلك إلى إهمال الدواء أو مراقبة السكر. لا يعني وجود هذا الإجهاد ضعف الإرادة بل هو رد فعل طبيعي يتطلب الفهم والدعم فقط.

أعراض الاحتراق السكري

تنقسم الأعراض إلى نفسية وجسدية وسلوكية وتبقى في الغالب حاضرة كإحساس مستمر بالإرهاق. تشمل الأعراض النفسية شعورًا بالحصار والافتقار للدافع والانخراط في الحياة، إضافةً إلى الإحباط والغضب والانعزال والقلق أو الشعور بالذنب من الفشل في إدارة المرض. أما الأعراض الجسدية فتمتد من التعب المستمر واضطرابات النوم إلى الصداع وآلام العضلات والمشكلات الهضمية وفقدان الشهية أو ألم في الصدر ونوبات هلع. وتظهر في الأعراض السلوكية مسائل مثل التوقف عن قياس سكر الدم أو أخذ الدواء وعدم التركيز والانسحاب الاجتماعي وتجنب المواعيد الطبية.

من الأكثر عُرضة للاحتراق السكري

تشير Diabetes UK إلى أن نسبة من المصابين بالسكري تعاني من ضائقة نفسية مرتبطة بالمرض منذ التشخيص، وتصل إلى نحو 25% من النوع الأول و20% من النوع الثاني. وتستهدف الفئات الأكثر عرضة المراهقين الذين يمرون بتغيرات هوية ونود الاستقلال، إلى جانب الشباب الجدد على تحمل المسؤولية وأولئك الذين يعانون من سوء السيطرة على السكر أو مضاعفات مزمنة. كما يلاحظ وجود علاقة مع محدودية الدعم العائلي أو وجود حالة نفسية مرافقة ويظل دور الآباء ومقدمي الرعاية مهمًا في هذا السياق.

كيف تتغلب على الاحتراق السكري

يُشير الخبراء إلى أن التعرف على المشكلة خطوة أساسية في البدء بالشفاء حيث يجب الاعتراف بالمشاعر وعدم إنكارها واعتبار الإرهاق أمرًا طبيعيًا. توصي المصادر بطلب الدعم النفسي من خلال العلاج السلوكي المعرفي (CBT) كأحد أكثر الوسائل فاعلية لإعادة بناء فكرة المريض عن المرض وتبني استراتيجيات جديدة. كما يساعد الانضمام إلى مجموعات الدعم في تخفيف العبء وتوفير إحساس بالانتماء وتبادل الخبرات مع أشخاص يمرون بتجارب مشابهة. إضافة إلى ذلك، يمكن تخفيف الضغط اليومي من خلال تقبل التحسن التدريجي بدلاً من الكمال وتجنب لوم النفس عند حدوث أخطاء بسيطة أو ارتفاعات طفيفة في السكر. ويعزز النوم الصحي والتغذية المتوازنة وممارسة نشاط بسيط كالمشي الصحة النفسية ويقلل التوتر.

الوقاية والاهتمام المستمر

تشير النصائح إلى أن الوقاية تبدأ من الاهتمام بالصحة النفسية مبكرًا مع المتابعة المنتظمة مع أخصائي تغذية أو أخصائي نفسي خصوصًا خلال فترات التوتر والتغييرات في نمط الحياة. وتؤكد الاستراتيجيات الوقائية على بناء روتين صحي يشمل النوم الثابت والنظام الغذائي المتزن والنشاط البدني بشكل منتظم، وهذا يساهم في تقليل مخاطر الاحتراق السكري وتخفيف حدته حين حدوثه. كما أن وجود دعم اجتماعي مع العائلة والأصدقاء والمهارات في إدارة الضغوط يسهم في منع تفاقم الأعراض ويعزز المقاومة النفسية للمريض.

شاركها.
اترك تعليقاً