تعلن الدكتورة حنان صبحى الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية أن الحلبة نبات عشبي ذو قيمة غذائية عالية، وقد عُرفت منذ آلاف السنين في دول البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض ووسيلة لتعزيز الصحة العامة. وتؤكد أن الحلبة قد اكتسبت في السنوات الأخيرة شهرة عالمية متزايدة بسبب احتوائها على عناصر غذائية ومركبات فعالة تسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة ودعم أجهزة الجسم المختلفة. كما تشير إلى أن هذه المركبات تلعب دورًا في تعزيز المناعة وتنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعل استخدامها مكملاً للنظام الصحي المتوازن.

القيمة الغذائية

تحتوي الحلبة على مكونات غذائية أساسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والألياف والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والفوسفور، إضافة إلى مجموعة من الفيتامينات أبرزها فيتامين أ وب1 وب2 وب3 وفيتامين ج وحمض الفوليك. كما تضم الحلبة عناصر معدنية مهمة مثل الزنك والبوتاسيوم ومركبات نباتية فعالة تدعم صحة الجسم وتساعد في تقوية المناعة وتنظيم سكر الدم. وتبرز هذه المكونات كعامل مساعد في الحفاظ على التوازن الغذائي ورفع القدرة الحيوية للجسم.

فوائد الحلبة المنبتة

أثبتت الدراسات الحديثة أن براعم الحلبة المنبتة تحتوي على مركبات صمغية ذات خصائص مضادة للميكروبات. تساهم هذه المركبات في القضاء على البكتيريا الحلزونية المسببة لقرح المعدة وتساعد في حماية جدار المعدة. يمكن إضافتها إلى السلطات أو العصائر كوجبة خفيفة صحية.

القيمة الطبية والعلاجية

تلعب الحلبة دورًا مهمًا في دعم صحة مرضى السكري، إذ تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل امتصاص الجلوكوز من الأمعاء، مما يقلل خطر الإصابة بالمرض. كما تُعرف بقدرتها على تعزيز إفراز الحليب لدى الأمهات المرضعات وتحسين نضارة البشرة. وتُسهم مركباتها في دعم وظائف الجهاز الهضمي وعمليات التمثيل الغذائي بشكل عام.

دعم المناعة

تحتوي الحلبة على مضادات أكسدة قوية مثل فيتامين ج وبيتا كاروتين، مما يجعلها عنصرًا فعالًا في محاربة الالتهابات وتقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض المزمنة. كما تساهم في دعم حماية الخلايا وتوازن الوظائف المناعية. وتنعكس هذه الفوائد في تعزيز القدرة الجسمانية على مواجهة التحديات الصحية.

الجهاز التنفسي

بفضل خصائصها المضادة للالتهابات والميكروبات، تسهم الحلبة في علاج نزلات البرد والتهابات الحلق والسعال والشعب الهوائية، وتساعد في إذابة البلغم وتسهيل طرده من الجسم. كما تدعم استقرار صحة الجهاز التنفسي وتخفيف حدة الالتهابات المصاحبة. ويمكن تناولها كشاي أو إضافتها إلى العصائر كعلاج داعم.

صحة القلب والأوعية الدموية

تساهم الحلبة في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، بفضل احتوائها على مركبات السابونين والجلاكتومانان. وهذا يسهم في تحسين وظائف القلب وتنظيم ضغط الدم وتخفيف خطر النوبات القلبية وتصلب الشرايين. كما تدعم الحلبة صحة الدورة الدموية بشكل عام.

الجهاز الهضمي

تعد الحلبة علاجًا طبيعيًا فعالًا لمشاكل المعدة والقولون، إذ تعمل على تخفيف الحموضة وحرقة المعدة والتهابات الأمعاء عبر تكوين طبقة واقية لبطانة الجهاز الهضمي. كما تعمل كملين طبيعي يمنع الإمساك لاحتوائها على الألياف والصمغ النباتي. وتسهم في دعم عملية الهضم وتحسين الراحة المعوية.

فوائد الحلبة للكلى

تساعد الحلبة في علاج التهابات الكلى والمسالك البولية، كما تقلل من تكوّن الحصوات عبر خصائصها المضادة للأكسدة والبكتيريا. وتسهم في تحسين إدرار البول وتقليل التكلس في أنسجة الكلى. وبذلك تساهم في دعم صحة الجهاز البولي والكليتين.

العظام والضغط

تحتوي الحلبة على نسبة عالية من الكالسيوم، ما يجعلها داعمًا طبيعيًا لصحة العظام والوقاية من الهشاشة. كما تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع نظرًا لانخفاض محتواها من الصوديوم واحتوائها على مضادات الأكسدة التي توازن مستويات الكوليسترول. وتُعزز هذه العوامل التوازن الصحي للجهاز الدوري والهيكلي.

فوائد الحلبة للأطفال

تسهم الحلبة في تعزيز المناعة لدى الأطفال والوقاية من الإمساك ونزلات البرد والسعال. كما تساعد في تنظيم سكر الدم وخفض الكوليسترول الضار. ويمكن نقع بذورها طوال الليل وتناولها صباحًا للمساعدة في إنقاص الوزن وتحسين الهضم.

فوائد الحلبة الخضراء

تتميز الحلبة الخضراء بدورها في دعم صحة العظام وتحسين الهضم والمساعدة في فقدان الوزن. وتقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب بفضل مكوناتها النباتية. كما تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين استقرار الصحة العامة.

الآثار الجانبية والتحذيرات

رغم فوائدها المتعددة، قد يؤدي الإفراط في تناول الحلبة إلى آثار جانبية مثل الإسهال والانتفاخ والغثيان أو الصداع وتغير رائحة البول والعرق. وينصح بالحذر عند استخدامها أثناء الحمل لأنها قد تحفّز انقباضات الرحم وتزيد خطر الإجهاض. كما ينبغي لمرضى السكري استشارة الطبيب لتجنب انخفاض مفرط في سكر الدم عند استخدامها مع أدوية السكري، وكذلك تجنّب استخدامها لدى مرضى السرطان الهرموني بسبب مركبات فيتواستروجينية قد تؤثر على التوازن الهرموني.

شاركها.
اترك تعليقاً