تعلن وزارة الصحة بالتعاون مع خبراء الغدد الصماء ومراكز CDC أن هبوط سكر الدم حالة طارئة تحتاج انتباهًا فوريًا، خاصة لمرضى السكر أو من يتناولون أدوية تؤثر على مستوى الجلوكوز في الدم. وتوضح الإرشادات المراحل الأساسية لهبوط السكر في الدم وتدابير التعامل الآمن لتجنب المضاعفات. وتؤكد أن الالتزام بتلك الإرشادات يساعد على منع فقدان الوعي أو النوبات وتخفيف المخاطر المرتبطة بالحالة.

يحدد الخبراء هبوط سكر الدم بأنه انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم لاسيما الدماغ. يوضح أن هذا الانخفاض قد ينتج عن تأخير الوجبات أو النشاط البدني أو جرعات زائدة من الأنسولين أو بعض الأدوية المخفضة لسكر الدم. الهدف من التعامل المبكر هو منع تفاقم الحالة وصولاً إلى المراحل الأكثر شدة.

المرحلة الأولى: نقص سكر الدم الخفيف

المستوى في هذه المرحلة يقع بين 54 و70 ملغ/ديسيليتر تقريبًا. الأعراض المبكرة تتضمن الارتعاش والتعرق الشديد والشعور بالجوع والعصبية والدوخة والصداع. قد يصاحبها سرعة في ضربات القلب وتغير المزاج بشكل ملحوظ، ما يعطي إشارات الإنذار المبكر للجسم.

تُطبق قاعدة 15-15 المعتمدة من CDC كخطوة أساسية في التعامل مع هذه المرحلة. تناول 15 جرامًا من الكربوهيدرات سريعة المفعول مثل نصف كوب من العصير الطبيعي أو ملعقة كبيرة من العسل أو بضع أقراص من الجلوكوز. انتظر 15 دقيقة ثم افحص مستوى السكر مرة أخرى. إذا ظل المستوى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، كرر الخطوات نفسها. عند استقرار السكر، تناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات لتثبيت النسبة ومنع الهبوط مجددًا.

المرحلة الثانية: انخفاض متوسط في سكر الدم

عادةً ما تكون القراءة أقل من 54 ملغ/ديسيلتر. يرافق ذلك تزايد واضح في الأعراض، مثل الارتباك الشديد وضعف الرؤية وتشوش الكلام وصعوبة التركيز، وقد يلاحظ الأشخاص صعوبات في أداء المهام اليومية. كما قد تتصاعد العلامات إلى فقدان الدقة في الإدراك والتنسيق الحركي، مما يستدعي الانتباه الفوري.

تُستخدم قاعدة 15-15 مع متابعة دقيقة للمستوى كل 15 دقيقة حتى يتحسن. إذا لم تتحسن الحالة أو تفاقمت الأعراض، يجب طلب المساعدة الطبية فورًا لأن الجسم قد يكون في طريقه إلى مرحلة أخطر من الهبوط. يهدف التدخل المبكر إلى منع تطور الحالة ووقف التدهور السريع في الوظائف الحيوية.

المرحلة الثالثة: نقص سكر الدم الشديد

عادةً ما تكون القراءة منخفضة جدًا إلى درجة لا يستطيع المريض التصرف بمفرده. تشمل الأعراض ارتباكًا شديدًا أو فقدان القدرة على التواصل، نعاسًا عميقًا أو فقدان وعي، ونوبات تشنج أو ارتعاش لا إرادي. في بعض الحالات قد يتوقف التنفس أو يفقد المريض الوعي تمامًا، وهو ما يجعل التدخل العاجل ضرورياً.

تُعد هذه الحالة طارئة وتتطلب تدخلاً فوريًا. لا يُعطى المريض طعام أو شراب إذا كان فاقدًا للوعي لتجنب خطر الاختناق. يوضع المصاب في وضع الاسترداد على جانبه مع ميل الرأس قليلًا، وتُعطى حقنة الجلوكاجون فورًا إذا كانت متوفرة ومُعرفة استخدامها. ثم يتم الاتصال بخدمات الطوارئ والبقاء بجانب المصاب حتى يعود الوعي وتستقر الحالة.

نصائح وقائية لتجنب هبوط السكر

تنصح الإرشادات بتناول الوجبات في مواعيدها وعدم تخطي أي وجبة، ومراقبة مستوى السكر في الدم خاصة قبل ممارسة الرياضة أو القيادة. كما يُنصح بحمل وجبات خفيفة غنية بالكربوهيدرات معك في جميع الأوقات لتكون جاهزة عند الإحساس بأعرض مبكرة. كما يجب توعية العائلة أو الزملاء بكيفية التصرف في حالات الطوارئ وتدريبهم على الإجراءات الأساسية عند حدوث هبوط.

ينبغي أيضًا استشارة الطبيب عند تغيّر النشاط اليومي أو النظام الغذائي لضبط جرعات الأدوية بما يتوافق مع التغيرات الحاصلة في النمط الحياتي. ویُشجع على متابعة منتظمة لحالة السكر والالتزام بخطة الاستجابة التي وضعها الطبيب لضمان سلامة الصحة والوقاية من الهبوط المتكرر.

شاركها.
اترك تعليقاً