أعلنت الدكتورة مها إبراهيم كمال علي، باحثة أولى في قسم الأغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية بالإسكندرية، عن نتائج دراسة حديثة تؤكد أن السماق Rhus coriaria L. يمثل كنزًا غذائيًا وصحيًا واعدًا. تشير الدراسة إلى أن السماق يعمل كعامل وظيفي طبيعي يجمع بين الفوائد الصحية الكبيرة واستخدامه كمادة حافظة ومحسنة لجودة الغذاء. وتوضح أن السماق ينتمي إلى فصيلة Anacardiaceae وينتشر في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو غني بالمواد النشطة. وتعرض الدراسة تركيزاته ومكوناته الأساسية وتأثيراته الصحية المحتملة على الصحة العامة.

السماق: تركيبة غذائية فريدة

توضح الدكتورة أن السماق يحتوي على ألياف غذائية بنسب عالية تقارب 18.4%، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي. كما يحتوي على معادن وفيتامينات تشمل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم وفيتامينات B المركبة وفيتامين C. وتتميز مركباته النشطة بأنها مخزن طبيعي للأحماض الفينولية مثل حمض الجاليك والفلافونويدات مثل الكويرسيتين، إضافة إلى التانينات والأنثوسيانينات التي تمنحه لونه الأحمر وتوفر حماية مضادة للأكسدة. كما يتميز بقلة السعرات الحرارية والدهون، مما يجعله خيارًا صحيًا لتعزيز نكهة الطعام.

فوائد صحية مدعومة بالأبحاث

أشارت الدراسة إلى أن مستخلص السماق يعمل كمضاد للبكتيريا ضد الممرضات المنقولة بالغذاء مثل Escherichia coli وStaphylococcus aureus. كما أظهر نشاطًا مضادًا للالتهابات ضد Helicobacter pylori المسببة لالتهابات المعدة. وتوجد دلائل على أن مركب Myricetin من البيوفلافونويدات قد يساهم في تثبيط فيروس كوفيد-19، إضافة إلى وجود مركبات أخرى تثبط بعض الفيروسات التنفسيّة وفيروسات الهربس.

درع ضد الأكسدة والسرطان

أوضحت الدراسات أن السماق يمتلك قدرة عالية على التخلص من الجذور الحرة بفضل ارتفاع محتواه من البوليفينولات. وأظهرت النتائج إمكانات واعدة ضد أنواع مختلفة من السرطان بما فيها الثدي والقولون. وتؤكد النتائج أن هذه المركبات المضادة للأكسدة قد تدعم آليات الوقاية من الأمراض المزمنة وتزيد من القيمة الصحية للسماق كإضافة غذائية.

تؤكد هذه النتائج أهمية السماق كعامل وظيفي طبيعي يمكن أن يحسن جودة الغذاء ويدعم الصحة العامة. وتنصح الدراسة بإدخاله ضمن النظام الغذائي بشكل متوازن وباعتدال وفق الاحتياجات اليومية. وتظل هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الجرعات المثلى وآثارها الطويلة الأمد.

شاركها.
اترك تعليقاً