حصوات المرارة أثناء الحمل وبعده

توضح المصادر الصحية أن حصوات المرارة عبارة عن رواسب تتكوّن داخل المرارة وتتحول إلى حبيبات صلبة. وتظهر هذه الحالة بشكل خاص أثناء الحمل وتستمر الأشهر التالية. يعاني كثير من النساء من ألم مفاجئ في البطن أو غثيان أو انزعاج قد لا يدركن أنه علامة مبكرة للحصوات.

تشير مراجعات حديثة إلى أن الحمل يزيد بشكل ملحوظ من خطر تكون الحصوات نتيجة التغيرات الهرمونية والاستقلابية. وتبرز الدراسات أن الحصوات تُعد إحدى أكثر الحالات المرتبطة بالحمل والتي قد تتطلب تدخلاً جراحياً خلال هذه الفترة. وتوضح البيانات أن التغيرات الهرمونية قد تستمر فترة ما بعد الولادة وتؤثر في قدرة المرارة على الانقباض بشكل طبيعي.

أسباب الخطر وتقييمه

تزيد التغيرات الهرمونية والاستقلابية أثناء الحمل من معدل تكون الصفراء وتباطؤ تفريغها من المرارة. وتظهر مراجعة منشورة أن انتشار حصوات المرارة خلال الحمل يصل إلى نحو 3.6% عالمياً، وتكون المخاطر أعلى لدى النساء الأكبر سنًا والحوامل المتعددات واللواتي لديهن مؤشر كتلة جسم مرتفع. وتؤكد البيانات أن هذه التغيرات قد تستمر حتى ما بعد الولادة وتبقي المرارة أكثر عرضة للصعود.

بعد الولادة، تبقى العصارة الصفراوية غنية بالكوليسترول وتكون القدرة على الانقباض أقل سرعةً من المعتاد. وتؤدي هذه الحالة إلى استمرار وجود صفراء مركّبة في المرارة وزيادة احتمال الركود وتكوّن الحصى. وتُشير المصادر إلى أن العوامل المرتبطة بالنظام الغذائي وتخفيف مقاومة الأنسولين تسهم في استمرار الخطر في الفترة اللاحقة.

عوامل إضافية ترفع الخطر مثل الحمل المتكرر والسمنة والسكري، وتؤثر هذه العوامل في قدرة المرارة على الانقباض وتزيد تراكم الكوليسترول في العصارة الصفراوية. وتُبرز النتائج أن النساء اللاتي لديهن حمل متعدد أو سجل سُني أعلى تكون لديهن احتمالات أعلى للإصابة بالحالة مقارنةً بالأمهات لأول مرة. وتظهر البيانات أن التغيرات الفسيولوجية الحملية قد تستمر وتساهم في مخاطر مستمرة خلال فترة ما بعد الولادة.

الوقاية والتدبير

توصي الرعاية الصحية بإجراء فحوصات منتظمة بالموجات فوق الصوتية للنساء المعرضات للخطر، خاصة المصابات بالسمنة أو الحمل المتعدد أو النظم العلاجية الهرمونية. وتساعد هذه الفحوصات على الكشف المبكر عن رواسب المرارة أو وجود حصوات قبل حدوث مضاعفات خطيرة. وتؤكد البيانات أن الكشف المبكر يخفف من حدة الألم ويقلل من الحاجة إلى التدخل الجراحي خلال الحمل.

وتُسهم هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن رواسب المرارة أو وجود حصوات قبل حدوث مضاعفات. وتُسهم كذلك في تقليل مخاطر الألم الشديد وتخفيف الحاجة إلى التدخل الجراحي خلال الحمل. وتؤدي الاستجابة المبكرة إلى نتائج صحية أفضل للمرأة والجنين.

اتبعت التوجيهات نظاماً غذائياً متوازناً غنيّاً بالألياف والفواكه والخضراوات وأحماض أوميغا-3 الدهنية للمساعدة في الحفاظ على تدفق الصفراء بشكل صحي. وتقلل هذه التغذية من تراكم الكوليسترول وتقلل من مخاطر الركود وتكوّن الحصوات في المرارة. وتساعد في دعم الهضم والتمثّل الغذائي خلال الحمل وبعده.

تُقسم الوجبات إلى حصص أصغر وتُكرر بشكل منتظم للحفاظ على نشاط المرارة وتجنب ركود الصفراء. وتظهر هذه الاستراتيجية فاعلية في تقليل احتمالية تكون الحصوات خلال فترات ما بعد الولادة أيضاً. وتُعد جزءاً من نمط حياة صحي يعزز الصحة الهضمية والتمثيل الغذائي.

تجنب فقدان الوزن السريع بعد الولادة لتقليل إطلاق الكوليسترول الزائد في العصارة الصفراوية. وتنصح بخطة فقدان وزن تدريجية وتحت متابعة طبية. وتسهم هذه الخطة في تقليل خطر تكون الحصوات خلال الشهور التالية من الولادة.

تؤكد التوجيهات على الحفاظ على رطوبة الجسم وممارسة تمارين خفيفة مثل المشي واليوغا للمساعدة في الهضم وتحفيز حركة الصفراء. وتسهم هذه الأنشطة في تقليل احتمالات الركود الصفراوي وتدعم صحة الكبد والمرارة. وتُعد هذه الإجراءات جزءاً من نمط حياة صحي يساعد في الوقاية من الحصوات خلال الحمل وبعده.

شاركها.
اترك تعليقاً