أعلنت وزارة الأوقاف عن انطلاق أول حلقات برنامج دولة التلاوة، مسابقة نورانية لتلاوة القرآن الكريم. وتتيح المسابقة التنافس في تجويد وترتيل وتذوق القرآن عبر أجيال من قرّاء تعلّم العالم أصول القراءة وفنونها. وتجاوز عدد المشاركين في المراحل التمهيدية أكثر من 14 ألف قارئ من محافظات مختلفة. وتهدف المسابقة إلى إحياء المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة والابتهال والإنشاد والآذان.
الإشادة والرؤية
شهدت الحلقة الأولى إشادة كبيرة من الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأداء المتسابقين. وأشار إلى أن المسابقة تمثل روحاً جديدة وفجرًا يشرق من أرض الكنانة وتجمع المواهب من بين أكثر من 14 ألف متسابق من المحافظات المختلفة. وذكر أن التصفية جرت عبر مراحل طويلة حتى بلوغ ذروة المسابقة. وأوضح أن الهدف هو تقديم موجة جديدة من المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة والابتهال والإنشاد والآذان.
رعاية المواهب الشابة
أعلن الدكتور أسامة الأزهري رعاية الوزارة للطفل عمر علي، المتسابق في البرنامج، وأثنى على وجوده باعتباره موهبة مبدعة ومتألقة. وقال: نمضي مع عمر في تدريبات مستمرة حتى نمنحه الفرصة ليواجه المستقبل بموهبة مكتملة. وأكد أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً بالمواهب الشابة وتدعمها في تطوير تلاواتها، مع استعداد لاستمرار الرعاية والتدريب إذا توفرت الظروف.
تكريم الحصري وإرثه
كرّم البرنامج صوتاً خالداً يعد رمزاً في تاريخ القراء، الشيخ محمود خليل الحصري. وُلد الحصري في قرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، وحفظ القرآن وهو في سن العاشرة، ثم بدأ مسيرته في طنطا وانضم إلى الإذاعة المصرية عام 1944. وسجّل المصحف المرتل لأول مرة في 18 سبتمبر 1961، فوزع قراءته عالمياً وارتبطت بتفسير الآيات كجزء من المصحف المفسر. وكان أول قارئ يقرأ القرآن في الأمم المتحدة، وقدم تلاوته في قاعة الملوك بلندن عام 1978، وظل صوته حاضراً في الوجدان بعد وفاته في 24 نوفمبر 1980.
نتائج وتصفية
حصل المتسابق محمود كمال الدين على أعلى الدرجات بمجموع 270 نقطة. شارك معه في المسابقة متسابقون آخرون مثل محمد أحمد أحمد الدالى وآخرون، ثم جرت التصفية وصولاً إلى المراحل النهائية. وتصدر المتسابق شهاب أحمد حسن مشهد التصفية بحجز مقعده للمرحلة القادمة بعد منافسة مع محمد الدالى. كما أتيح لمحمد الدالى فرص الفوز بجائزة صوت الجمهور عند اختتام الحلقة.
رسائل التحكيم
وجهت لجنة التحكيم للخاسرين رسالة تشجيع مؤكدة أن عدم الفوز لا يعني نهاية الطريق، فالجمال موجود ومجال التطور مفتوح. وشددت على أن كل صوت يرسل رسالة أمل وتفاؤل، وأن الموهبة تبقى وتزداد إشراقاً مع التدريب والمصابرة. كما أعلنت أن المسابقة تفتح صفحة جديدة من المدرسة المصرية الأصيلة وتدفع المواهب إلى آفاق أوسع. وتُختتم الحلقة بتأكيد أن هذه التجربة ستظل محطةً مهمة في مسار التلاوة والابتهال.
وتؤكد هذه المحطة أن المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة ما تزال تثمر أجيالاً جديدة وتواصل رسالتها، مع دعم مستمر من الوزارة واهتمام بمواهب مثل عمر علي وغيره من المتسابقين. وتستمر المسابقة في تعريف العالم بمواهب التلاوة وتقديمها كجزء من التراث الفني والديني المصري. ويُنتظر أن تواصل اللجنة تنظيم منافسات قادمة تعزز من مكانة مصر في العالم الإسلامي.


