أعلنت مصادر صحفية أن رجلاً في نيوجيرسي توفي بشكل مفاجئ العام الماضي بسبب حساسية اللحوم الناتجة عن لدغات القراد، وهي حساسية نادرة ترتبط باستجابة مناعية تجاه سكر ألفا-جال في اللحوم الحمراء. ولم يُكشف عن اسم الرجل حفاظاً على خصوصية عائلته، وفق تقارير إعلامية. وتُشير التقارير إلى أن تشريح الجثة لم يسفر عن تفسير واضح للوفاة، فالوَفاة وُصفت بأنها مفاجئة وغير مفسرة. ولجأت زوجته إلى صديقة لها، طبيبة أطفال تدعى إيرين ماكفيلي، لطلب المساعدة في فهم سبب الحادثة.

ووفق ما نشره المصدر، تواصلت الطبيبة مع أخصائي الحساسية والمناعة في جامعة فرجينيا، الدكتور توماس بلاتس ميلز، فبحث في سبب الحوادث المرتبطة بلدغات القراد. وأوضح أن لدغات القراد يمكن أن تسبب حساسية تجاه اللحوم لدى بعض الأشخاص. وتبيّن أن الرجل تلقى عشرات اللدغات من قراد نجمي صغير خلال رحلة تخييم عائلية. وبعد تناول عشاء من شرائح لحم خلال الرحلة، استيقظ في وقتٍ مبكر من الليل وهو يعاني من غثيان استمر لساعات، وتلا ذلك أعراض تشبه التسمم الغذائي.

وذكر ميلز أنه بعد الحصول على الأذونات اللازمة لجمع عينات الدم من المتوفى، أظهر فحص الدم وجود أجسام مضادة لمسببات الحساسية تجاه ألفا-جال وتفاعل مع اللحوم الحمراء. وأُرسلت أجزاء من الدم إلى معهد مايو كلينك لفحص إنزيم التريبتاز الذي تُنتجه الخلايا البدنية، فكان المستوى أعلى من 2000 نانوجرام لكل مليلتر، وهو من أعلى القيم المسجلة لدى التفاعلات التحسسية القاتلة. وأكد ميلز أن هذه الحالة تمثل أول وفاة موثقة مرتبطة بالحساسية الغذائية المرتبطة بمتلازمة ألفا-جال، وقد تضمن تقريراً علمياً خطة لاستخدام عينة الدم في إنتاج مصل لعلاج هذه المتلازمة.

الحالة الأولى من نوعها

أوضح ميلز أن الرجل تعرض لسلسلة من لدغات قراد نجمي صغير خلال رحلة تخييم، وفي مرحلة لاحقة تناول عشاءً من شرائح اللحم قبل أن تبدأ الأعراض ثانية في الليل، ثم تكرر القيء. وفي أسبوع آخر، حضروا حفلة شواء وتناولوا برجرًا، وعند العودة إلى المنزل تتابعت الأعراض ووجد الابن والده فاقداً للوعي على أرض الحمام. ثم أظهرت اختبارات الدم وجود أجسام مضادة للجلوبين المناعي IgE تجاه ألفا-جال واللحوم الحمراء وتراكم التريبتاز في الدم بما يعكس تفاعلًا تحسسيًا شديدًا، وهو ما يجعل هذه الحالة أول وفاة موثقة مرتبطة بمتلازمة ألفا-جال.

أعراض وتدابير الوقاية

وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن نحو 450 ألف أمريكي قد يصابون بحساسية ألفا-جال، بينما يقدر ميلز أن ما يصل إلى 5% من السكان قد يصابون بحساسية تجاه اللحوم بسبب لدغات القراد دون أن يعلموا بذلك. وتختلف الأعراض عن الحساسية التقليدية، إذ غالباً ما تظهر ساعات بعد تناول اللحم وتتنوع بين الغثيان والقيء والآلام البطنية والتعرّض لردود كالحكة والطفح وفي بعض الحالات انخفاض في ضغط الدم وتورم في الشفتين أو الوجه. ويشخّص الأطباء الحساسية عبر الحصول على تاريخ مرضي دقيق وإجراء فحوصات لمراقبة استجابة الجسم تجاه ألفا-جال، وتظل الوقاية الأقوى بتجنب لدغات القراد واللحوم المصابة وتوخي الحذر أثناء التخييم والنزول للمناطق المحتمل وجود القراد فيها.

شاركها.
اترك تعليقاً