توضح الجهات الصحية أن القيادة قد تتأثر بحالات صحية متعددة وتستلزم تقييماً طبياً قبل السماح باستمرار القيادة. وتُبين أن بعض الحالات قد تضعف اليقظة أو الرؤية أو السيطرة الحركية وتزيد مخاطر الحوادث. ويحدد الطبيب فترة التوقف عن القيادة بناءً على نوع الحالة واستقرارها. وبعد فترة مناسبة وتحت متابعة طبية قد يُسمح باستئناف القيادة.

النوبات وفقدان الوعي

يعتبر الصرع من أبرز الأسباب التي تؤثر في سلامة القيادة، حيث قد يؤدي فقدان الوعي أثناء النوبة إلى حوادث خطرة. عادة ما يُطلب من المصابين بالصرع التوقف عن القيادة لفترة يحددها الطبيب بحسب نوع النوبات واستقرار الحالة. يمكن أن يعود الشخص إلى القيادة عندما تمر مدة كافية دون حدوث نوبة وتُجرى متابعة طبية دقيقة. كما أن الإغماء الناتج عن الإجهاد أو الوقوف الطويل قد يضع السائق في موقف خطير إذا تكرر بلا سبب واضح.

السكري ومضاعفاته

لا يمنع السكري القيادة بمفرده، لكن انخفاض مستوى السكر الحاد أو مضاعفات العين أو الأعصاب قد يُعرّضان السائق لفقدان السيطرة. يرتبط الأمر بشكل خاص بالمرضى الذين يعتمدون على الأنسولين ويحتاجون لتقييم دوري وتخطيط للقيادة ضمن نطاق آمن. يجب الانتباه إلى علامات مثل تشوش الرؤية أو الارتباك أو التعرق الشديد أثناء القيادة. يساعد التقييم الطبي المنتظم في ضمان قدرة القيادة بشكل آمن.

اضطرابات الجهاز العصبي

تشمل هذه الفئة الخرف والتصلب المتعدد ومرض باركنسون وأمراض العصبون الحركي والسكتة الدماغية. تؤثر على مستويات التركيز والتنسيق وردود الفعل وزمن الاستجابة. يظل بعض المرضى قادرين على القيادة في المراحل المبكرة، لكن متابعة المتغيرات الذهنية والحركية ضرورة لاتخاذ القرار المناسب.

أمراض القلب والدورة الدموية والرؤية

تعتبر آلام الصدر المفاجئة واضطرابات النبض من العوامل التي تستدعي تعليق القيادة مؤقتاً. عند استقرار الحالة يمكن العودة إلى النشاط، لكن يلزم تقييم دقيق للأعراض المصاحبة للانفعال أو المجهود. تشمل اضطرابات الرؤية إعتام عدسة يعوق الرؤية الليلية، والضمور البقعي الذي يؤثر على الرؤية المركزية، والجلوكوما التي تقلل المجال البصري. التدخل الطبي المبكر قد يساعد في استعادة القدرة على القيادة، لكن التدهور المستمر يمثل خطراً.

تأثير العمليات والأدوية

تفرض بعض الجراحات، خصوصاً المرتبطة بالعمود الفقري أو الأطراف السفلية، قيوداً مؤقتة على القيادة حتى تستعيد العضلات قدرتها على الاستجابة. كما أن المهدئات ومسكنات الألم القوية ومضادات القلق هي من أكثر الأدوية التي تضعف التركيز وتبطئ ردود الفعل. ينبغي للمريض مناقشة أثر العلاجات مع الطبيب قبل القيادة والتخطيط للعودة وفقاً للحالة.

حالات أقل شهرة لكنها مؤثرة

قد تكون بعض الحالات غير الشائعة لكنها تؤثر فعلاً في القدرة على القيادة، مثل السرطان المصحوب باضطرابات عصبية أو العلاجات التي تسبب دواراً شديداً. كما أن التهاب الأذن الداخلية قد يسبب دواراً وفقدان توازن يجعل القيادة خطرة. انقطاع التنفس أثناء النوم يسبب نعاساً مفرطاً خلال النهار. اضطرابات الأكل الشديد واضطرابات الصحة النفسية واضطرابات طيف التوحد قد تؤثر في الحكم واتخاذ القرار في المواقف المرورية المعقدة.

شاركها.
اترك تعليقاً