ناقش الدكتور مصطفى محمود أصل اللغات، فظل يتأمل أصل الكلمة العربية ‘كهف’ ويلاحظ تشابهه مع مصطلحات في لغات أخرى مثل الإنجليزية ‘cave’ والفرنسية ‘cave’ والإيطالية ‘cava’ واللاتينية ‘cavus’. طرح سؤالاً عن أي لغة هي الأصل وأيها استمدت منها بقية اللغات. كان الأمر يتطلب الغوص في علم اللغويات والبحث في البحار القديمة التي خرجت منها الكلمات التي نتداولها، وهو أمر قد يستغرق سنوات. ظل هذا السؤال يرافقه كدليل في سعيه للفهم.
ثم وقع في يده كتاب بعنوان ‘اللغة العربية أصل اللغات’ مكتوب باللغة الإنجليزية. المؤلفة هي تحية عبد العزيز إسماعيل، أستاذة متخصصة في علم اللغويات وتدرس هذه المادة في الجامعات. قضت عشر سنوات في التنقيب والبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس للوصول إلى حكم قاطع. قرأه في ليلتين فازداد فضوله وشوقه.
فتح جديد في علم اللغويات
وصف الدكتور مصطفى محمود الكتاب بأنه ثروة أكاديمية وتمثل فتحاً جديداً في علم اللغويات يستحق الضوء والتقييم. يشير إلى أن المؤلفة أمضت عشر سنوات في فحص الوثائق والمخطوطات والقواميس للوصول إلى استنتاج حاسم. وتبرز في عملها جداول توضح الألفاظ المشتركة بين العربية والإنجليزية واللاتينية والأنجلوساكسونية والفرنسية واليونانية والإيطالية والسنسكريتية. هذه الأمثلة تقطع بأن هناك تقاطعات لغوية بارزة تتخطى القارات وتؤكد وجود مسار لغوي مشترك.
يدعو الدكتور مصطفى محمود القراء إلى مراجعة الجداول الملحقة بالمقال وقراءتها بعناية ليلاحظوا مدى الترابط اللغوي بين العربية وبقية اللغات. ويؤكد وجود ألفاظ مشتركة عبر العربية والإنجليزية واللاتينية واليونانية والسنسكريتية وغيرها، وهو ما يعزز فكرة أن العربية تحمل عناصر ذات أصل لغوي واسع. وختاماً يوضح أن هذا العمل يفتح آفاقاً جديدة لفهم تاريخ اللغة البشرية وتواصلها عبر العصور.


