آليات الإدمان وتأثيراتها

يؤكد الدكتور هشام رامي أن المراهنات الإلكترونية تمثل التطور الرقمي للقمار التقليدي، لكنها تحمل مخاطر أشد بسبب سهولة الوصول إليها وسرعتها. يشير في حوار له مع قناة إكسترا نيوز إلى أن الظاهرة ليست ترفاً بل باباً للإدمان يترك أثراً عميقاً في المخ. ويوضح أن هذا النوع من الألعاب قد يفتح طريقاً نحو الاعتماد النفسي والمالي الذي يصعب التخلص منه سريعاً. وتظهر النتائج أنه مع التكرار يتفاقم الخلل النفسي وتظهر إلى جانب الخسائر أعباء جديدة على الحياة اليومية.

تشرح آلية الإدمان أن المراهنات تعمل على تنبيه منظومة اللذة في الدماغ، حيث يفرز الدماغ كميات هائلة من الدوبامين وتمنح شعوراً بنشوة وسعادة فورية. يلاحظ الدكتور رامي أن المخ يصبح مع الوقت بحاجة إلى تحفيز أقوى ومبالغ أكبر ليبقى نفس مستوى الرضا، وهذا يؤدي إلى دوامة من المخاطرة والاعتماد. عند التوقف عن الرهان ربما يعاني الشخص من أعراض انسحاب تشبه ما يعانيه مدمنو المخدرات مثل القلق والتوتر وعدم الارتياح. ويؤكد أن هذه التغيرات العصبية تخلق وضعاً صعباً يتطلب تدخلاً مبكراً ومراقبة دقيقة للوضع النفسي والمالي.

وأشار الدكتور إلى وجود وهم معرفي قاتل يقول: “أنا أذكى منهم ولن أدفع الثمن”، وهو ما يجعل كثيرين يغرقون في الإدمان ولا يستطيعون التوقف. يوضح أن هذا الاعتقاد الخاطئ يقود إلى استمرار اللعب وارتفاع الجرعات المخاطر حتى مع الخسائر المتزايدة. كما حذر من أن الإفراط في إفراز الدوبامين مع الخسائر المالية يؤدي إلى اكتئاب شديد يرافقه انهيار في الحياة المهنية والمالية. يذكر أن تقارير تلك القصص تتضمن نهايات مأساوية مثل الإفلاس واللجوء إلى أفعال غير قانونية، وربما وصولاً إلى خيارات مدمرة مثل الانتحار، وهذا واقع لا يمكن تجاهله.

شاركها.
اترك تعليقاً