تؤكد الدراسات النفسية أن الإفراط في غمر الطفل بالحنان والحماية من الأسرة قد يفضي إلى نتائج سلوكية ونفسية سلبية. وتبيّن الأبحاث أن الحالة تنشأ عندما يحصل الطفل الوحيد على دعم مادي وعاطفي غير محدود من ستة بالغين: الوالدين وأربعة من الأجداد. ويُلاحظ أن التأثير يتجاوز مظاهر التدليل ليؤثر بعمق في النمو النفسي والاجتماعي ويضعف قدرته على التعامل مع الحدود والرفض والإحباط الناتج عن الحياة اليومية.

جذور المصطلح ومعناه

غالبًا ما يرتبط وجود طفل وحيد يحصل على كل ما يريد دون عناء بتكوينه لقناعة بأنه مركز الكون وأن رغباته يجب أن تُلبّى فورًا. يشرح أخصّائيو علم النفس أن هذه الظاهرة تمثل نموذجًا متطورًا من التربية المفرطة الحماية، حيث يسعى الأهل والأجداد إلى منع أي تجربة سلبية عن الطفل. مع مرور الزمن لا يطوّر مهارة التكيف ولا تقبل الفشل، ما ينعكس لاحقًا على سلوكه وثقته في التعامل مع المجتمع.

التأثير النفسي والسلوكي

يؤكد خبراء السلوك أن الأطفال الذين يعيشون في ظل التدليل الزائد يظهرون ملامح شخصية واضحة تشمل الغرور المفرط وضعف المرونة العاطفية وقلة الصبر. وغالبًا يزداد ميلهم إلى التحدي والجدال عند مواجهة القيود والرفض. وتتحكم غياب الحدود في الاعتماد الكلي على المكافآت المادية لتقدير الذات، فيربطون النجاح بما يحصلون عليه دون جهد ويضعف حس المسئولية. وهذا قد يمهد لظهور نزعات استهلاكية مبكرة ونضوج انفعالي غير مستقر.

مظاهر المتلازمة في الحياة اليومية

قد تبدو المظاهر في البداية بريئة كسيطرة الطفل ورفضه التقويم أو الإصرار على المكافأة مقابل أي إنجاز بسيط. لكن تراكم هذه المواقف يؤدي إلى بناء شخصية اعتمادية وأنانية مفرطة. ويصبح الطفل أكثر صعوبة في قبول القيود أو الرفض الناتج عن الحياة اليومية، وهو ما ينعكس لاحقًا في سلوكه وتعامله مع الآخرين.

مسؤولية الأسرة في الوقاية والعلاج

يرى الخبراء أن مواجهة هذه الظاهرة تحتاج إلى وعي جماعي من جميع أفراد الأسرة، وبخاصة الأجداد الذين يمثلون مصدر الإغداق المادي والعاطفي. يجب الاتفاق على قواعد موحدة في التعامل مع الطفل مع منح مساحة للحرية وتحديد مسؤوليات واضحة. وتشمل الخطوات تشديد الحدود للمطالب المادية، وتحفيز المشاركة في الأعمال المنزلية، ومكافأة الجهد لا النتائج، وإتاحة الفرصة لواجه الفشل دون تدخل مبكر من الأهل. كما تعتبر المشاركة في الأنشطة الجماعية أو التطوعية وسيلة فعالة لتنمية التعاطف وضبط السلوك.

وجهة نظر الخبراء

تؤكد الدكتورة ديفيا كانان، أخصائية علم النفس الإكلينيكي، أن الوقاية من هذه الظاهرة تبدأ في الطفولة المبكرة من خلال تربية متوازنة تجمع بين الحنان والحزم. يشير المختصون إلى أن الرفض الصحي للإحباط جزء طبيعي من الحياة، ما يجعل الأطفال أكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط في المستقبل. ويؤكدون أن العلاج ليس بسحب الحب بل بتوجيهه بشكل صحي يكسب الطفل الاستقلالية وضبط النفس. ويرى علماء التربية إمكانية تصحيح المسار في أي مرحلة بشرط اتساق الأسرة جميعها بنمط تربوي واحد وعدم تضارب أدوار الأهل والأجداد.

شاركها.
اترك تعليقاً