يشرح الدكتور عادل سلطان استشاري الطب النفسي في قصر العيني أن بعض الحالات تبدأ نتيجة ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، مثل الفقدان أو الإحباط المهني. يلاحظ أن العقل في هذه الفترات قد يبتكر تفسيرات وهمية لما يحدث كآلية حماية من الانهيار. تتحول هذه التفسيرات إلى شعور بالعظمة أو اليقين بأن الشخص مميز، ثم تصبح أفكار ثابتة يصعب تفنيدها. تحتاج هذه الحالات إلى تقييم دقيق وتدخل مبكر لمنع تفاقم الاضطراب وتعمقه في التفكير.
أسباب محتملة وراء الأوهام
تشير المعطيات إلى وجود احتمالات متعددة وراء تكون الأوهام، منها اضطرابات مزاجية ترفع الثقة إلى حدود غير منطقية. كما قد تلعب اضطرابات ذهانية أو فصامية أو ضغوط نفسية حادة دورها في تكوين المعتقدات الخاطئة. مع مرور الوقت تصبح الأفكار رسوخية وتؤثر في سلوك المريض وتجعله لا يقدر على النقاش الهادئ. هذه الصورة تتطلب تشخيصًا دقيقًا من مختص وتخطيطًا لعلاج مناسب.
التعامل مع المريض وخطة العلاج
تنصح المعالجة الطبية بالابتعاد عن التقليل من المريض أو مهاجمة أفكاره أو السخرية منه لأن ذلك قد يزيد الوضع صعوبة. يحتاج المريض إلى احتواء هادئ وتقييم من مختص نفسي لاكتشاف الأسباب ووضع خطة علاج مناسبة. قد يعتمد العلاج على مزيج من العلاج النفسي والسلوكي مع أو بدون أدوية وفق طبيعة الحالة. المتابعة مع الطبيب المعالج والأسرة معًا تعزز فرص التحسن وتقلل خطر الانتكاس.
علاج ومناخ داعم
تؤكد الدراسات أن العلاج الأمثل يجمع بين الأدوية التي توازن نشاط مراكز الدماغ وبين جلسات علاج نفسي تساعد على إعادة اختبار الأفكار تدريجيًا ضمن بيئة آمنة. كما يلعب التهيئة البيئية الهادئة والدعم الأسري المستمر دورًا رئيسيًا في التعافي ومنع تفاقم الأعراض. يبقى مفهوم العلاقة بين الدماغ والواقع مركزيًا، ويتطلب رعاية طبية مستمرة وتقييمًا منتظمًا من مختص.
أضواء على اضطرابات إدراكية أخرى
تظهر فئة الاضطرابات الإدراكية أشكال متنوعة من التبدل في الوعي والواقع، وتضم اضطرابات كإليس في بلاد العجائب وكابغراس والانفصال عن الواقع وتبدّد الشخصية. يمر المريض أحيانًا بتغيرات في إدراك جسده أو محيطه قد تبدو واقعية بالنسبة له رغم بعدها عن الحقيقة. تتطلب هذه الحالات متابعة دقيقة من مختصين في الطب النفسي وإعادة التأهيل وتخطيطًا علاجيًا يختلف حسب نوع الاضطراب وشدته.


