يعلن فريق من العلماء في جامعة يوتا للصحة في الولايات المتحدة عن اكتشاف آلية جديدة قد تتيح عكس تلف الكلى الحاد. قاد الدراسة الدكتور سكوت سامرز ونشرت النتائج في مجلة Cell Metabolism. أظهرت النتائج أن السيراميدات الضارة تؤثر مباشرة في الميتوكوندريا وتساهم في تسريع تلف خلايا الكلى. نجح الباحثون في إيقاف إنتاج السيراميدات وراثيًا في فئران، ما أدى إلى ظهور فئران خارقة لم تصب بتلف الكلى حتى عند تعريضها لظروف تقليدية تؤدي عادةً للإصابة بالفشل الكلوي. كما اختبر الفريق دواءً تجريبيًا طورته Centaurus Therapeutics يحاكي تأثير التعديل الجيني ويمنع تراكم السيراميدات الضارة.

وإذا استخدم الدواء التجريبي قبل التعرض للضرر، احتفظت الفئران بوظائف كلوية طبيعية وبقيت أعضاؤها سليمة عند الفحص. كما ظل شكل الكلى سليماً واستمر نشاطها بلا دلائل ضرر. هذه النتائج تمثل خطوة واعدة لكن الخبراء يحذرون من أن ما يحصل في الفئران لا يترجم تلقائيًا إلى البشر وأن الدواء لا يزال في مرحلة ما قبل السريرية ولم تبدأ التجارب البشرية. وإذا أمكن تطبيق النهج على البشر، سيكون ذلك أحد أهم التطورات الطبية في العقد الحالي.

آفاق وتحديات التطبيق

تؤكد الدراسة أن السيراميدات الضارة تؤثر على الميتوكوندريا وتسرّع تلف الخلايا الكلوية. وإذا أمكن تطبيق هذا النهج في البشر، فقد تفتح آلية الوقاية من التلف الكلوي بابًا لعلاج أمراض مرتبطة بانخفاض طاقة الخلايا مثل مرض الكبد الدهني والسكري وقصور القلب. وحتى يتم التحقق من السلامة والفعالية في البشر، سيبقى الطريق طويلاً ويتطلب سنوات من البحث والاختبارات قبل أن يتاح علاج فعّال.

شاركها.
اترك تعليقاً