يؤدي تلف الكبد إلى بدء عملية التندب التي تتحول مع مرور الوقت إلى نسيج ندبي يسد مساحات من العضو ويؤثر في قدرته على العمل. يتكوّن التليف نتيجة استمرارية الضرر والالتهاب في الكبد، وتختفي خلايا الكبد تدريجيًا وتُستبدل بنسيج غير وظيفي. توجد عدة أسباب تؤدي إلى هذا الضرر، منها عدوى التهاب الكبد الفيروسي والكحول وبعض الأدوية العشبية والدهون الزائدة في النظام الغذائي. مع تزايد التليف قد يفقد الكبد قدرته على القيام بوظائفه الأساسية، وقد يصل إلى مرحلة فشل تتطلب رعاية طبية متخصصة مثل زراعة الكبد.

يُقسَّم التليف إلى مرحلتين رئيسيتين: المعوضة وغير المعوضة. في المرحلة المعوضة يبقى جزء من الكبد يعمل بشكل مقبول وتظهر وظيفة الكبد غالباً دون تغيّر ملحوظ. لا تتطور أعراض ملحوظة عادةً في هذه المرحلة وتبقى الحاجة إلى متابعة صحية مطلوبة. مع ذلك يظل الخطر بانتقال الضرر إلى المرحلة غير المعوضة قائماً ويجب الانتباه للمضاعفات.

مراحل التليف

في التليف المعوض يبقى جزء من أنسجة الكبد يعمل بكفاءة نسبية وتبقى وظائف الكبد الأساسية في حدود مقبولة. لا تظهر عادة أعراض ملحوظة في هذه المرحلة وتبقى الحاجة إلى متابعة طبية دورية. مع ذلك يظل احتمال التطور إلى المرحلة غير المعوضة قائماً ويتطلب رعاية مستمرة.

أما التليف غير المعوض فهو المرحلة الأكثر خطورة وتظهر فيها علامات تدل على فشل وظيفة الكبد بشكل واضح. يحدث ارتفاع في الضغط الوريدي الكبدي ما يؤدي إلى الاستسقاء ودوالي المريء والمشاكل المرتبطة. قد يصاحب ذلك فقدان الشهية وفقدان الوزن والتعب الشديد وتفاقم مخاطر فشل الكبد.

أعراض تليف الكبد

تظهر علامات مثل اليرقان الذي يسبب اصفرار الجلد وبياض العينين نتيجة تراكم السموم في الدم. نزيف الدوالي قد ينشأ عندما يزداد الضغط في الأوردة المرتبطة بالكبد وتظهر أعراض كقيء الدم وبراز أسود. يظهر الاستسقاء بطنيًا كتراكم زائد للسوائل في البطن يجعل الحركة صعبة ويؤثر على التنفس، خصوصًا عند الاستلقاء. قد يتطور اعتلال الدماغ نتيجة تراكم السموم في الدماغ وتظهر أعراض كالتغير في المزاج والارتباك واضطرابات النوم وتراجع التركيز.

شاركها.
اترك تعليقاً