تؤكد الدراسات أن انخفاض التعرض لأشعة الشمس خلال فصول الخريف والشتاء يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين د لدى الأطفال، مما يؤثر في مستوى الطاقة والصحة العامة. وتوضح النتائج أن فيتامين د ليس مجرد عنصر غذائي بل عامل حيوي يشارك في وظائف أساسية بالجسم. وينتج عن نقصه زيادة في الالتهابات وتراجع في النشاط اليومي وتدهور المزاج لدى الأطفال.

يلعب فيتامين د دورًا محوريًا في تقوية المناعة ودعم نمو العظام والعضلات وتنظيم هرمونات الجسم. كما يعمل على تحسين المزاج ويرفع مستويات الطاقة لدى الأطفال. وتؤكد المصادر أن نقصه خلال الشتاء قد يزيد من التعب والعدوى ويؤثر سلبًا في الأداء اليومي.

دور فيتامين د في المناعة

تشير نتائج دراسات إلى أن فيتامين د يعزز نشاط الخلايا المناعية ويقلل من مخاطر الالتهابات. أظهرت دراسة سريرية في هلسنكي أن الأطفال الذين تلقوا 1200 وحدة دولية يوميًا من فيتامين د أظهروا معدلات أقل من القلق والاكتئاب والانزواء مقارنة بمَن تلقوا 400 وحدة. وتشير هذه النتائج إلى ارتباط مباشر بين مستويات فيتامين د والصحة النفسية لدى الأطفال مستقبلًا. وتدعم النتائج التوصيات بتعويض النقص بطرق آمنة وبإشراف الطبيب.

يشارك فيتامين د في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن اليقظة والتركيز والمزاج. عندما ينخفض مستوى الفيتامين، يتراجع النشاط وتظهر علامات الخمول والتهيج وانخفاض الدافعية. كما يضعف التعافي بعد اللعب وتقل القدرة على التحمل بسبب نقص الطاقة.

استقرار المناعة والدفاع

يدعم فيتامين د وظائف الخلايا التائية والبلعميات كجزء من جهاز الدفاع في الجسم. عند انخفاض مستوياته، تقل قدرة الجسم على مقاومة العدوى وتزداد احتمالات الإصابة بالزكام والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي. وتزداد وتيرة العدوى وتتكرر بشكل أسرع عند نقصه.

طرق دعم الأطفال في الشتاء

تشير الدراسات إلى أن نقص فيتامين د بين الأطفال في أوروبا وآسيا والهند يصل إلى نسب مرتفعة قد تصل إلى نحو 80٪. وتُظهر التحليلات أن الجرعات اليومية أو الأسبوعية من فيتامين د أكثر فاعلية في تقليل الإصابات التنفسيـة والإنفلونزا وكذلك التهابات الأذن الوسطى مقارنة بالجرعات العالية المتقطعة. ويكون الأثر أقوى لدى الأطفال الذين يعانون نقصًا شديدًا.

تأتي الشمس كعامل رئيسي لإنتاج فيتامين د في الجسم، لذا ينبغي تعريض الأطفال للشمس بشكل آمن لمدة 10–20 دقيقة يوميًا في أوقات مناسبة كالصباح أو العصر. كما يمكن دعم النظام الغذائي بإدراج أطعمة غنية بفيتامين د مثل الحليب المدعم والبيض والأسماك الدهنية والفطر والزبادي المدعم. يلزم التنبيه إلى أن الغذاء وحده قد لا يكفي في بعض المناطق المعتمة في الشتاء.

يمكن التفكير في مكملات فيتامين د ولكن يجب استخدامها بعد استشارة طبيب الأطفال، خاصة في المناطق الباردة أو المنازل التي لا يدخلها الضوء بشكل كاف. يحدد الطبيب الجرعة المناسبة بحسب عمر الطفل واحتياجاته الصحية. يؤدي الالتزام بنصائح الطبيب إلى زيادة فرص حماية الأطفال من النقص وتحسين الطاقة والمناعة.

شجّعوا الأطفال على اللعب في الهواء الطلق، فالتعرض للضوء الطبيعي يعزز المزاج والنشاط معًا. تساعد الأنشطة الخارجية الروتينية في رفع اللياقة وتوفير دفعة معنوية إيجابية للطفل خلال الشتاء. ينبغي تنظيم أوقات اللعب وفق حالة الطقس وتوفير أوقات راحة مناسبة لضمان الاستفادة الصحية.

شاركها.
اترك تعليقاً