زار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT وتفقد فعالياته ضمن محور AI Everywhere، واستمع خلال الجولة إلى خريجي المبادرات المختلفة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأصحاب الشركات الناشئة حول مدى استفادتهم من المبادرات وقصص نجاحهم. وتحدث خلال اللقاء عن مبادرات الوزارة وأثرها في تمكين الشباب من دخول سوق العمل. كما أكد أهمية ربط مهارات الشباب بسوق التكنولوجيا المحلي والإقليمي من أجل تعزيز النمو الاقتصادي الرقمي.
أوضح أحد خريجي منحة مبادرة ITIDA Gigs أن المشاركة شكلت نقطة تحول حقيقية في مسيرته، حيث مكنتّه المبادرة من تنفيذ مهام مدفوعة على منصات العمل الحر بعد تخرجه من كلية الحاسبات والمعلومات دفعة 2025، واستمر في هذا المسار بعد انتهاء التدريب. وبفضل المهارات التي اكتسبها حقق خلال فترة وجيزة أكثر من 1000 دولار من الأعمال الرقمية، ما يعكس قدرة المبادرة على تحويل المواهب الشابة إلى محترفين قادرين على المنافسة عالميًا. كما أشار إلى أن التعاون مع منصات العمل الحر عزز لديه الثقة وفرص العمل المستقبلي.
عرض مؤسسو إحدى الشركات الناشئة المتخصصة في التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية قصة نجاحهم بعد انضمامهم إلى حاضنة مركز إبداع مصر الرقمية كريتيفا فرع بنها، حيث أسهمت الحاضنة في دعم نموهم وتمكينهم من تطوير حلولهم الرقمية المبتكرة. وتكللت جهودهم بموافقة التمويل والإسناد بقيمة 310,000 دولار شمل رأس المال الأساسي وبرنامج الاحتضان، إضافة إلى استثمار خارجي بقيمة 87,000 دولار من مجموعة استثمار سعودية. كما أشاروا إلى أن الانخراط في حاضنة Cairo Digital Creativity ساهم في سرعة انتقال حلولهم إلى مراحل الإنتاج والتطوير والتسويق.
كما استعرضت إحدى الشركات المصرية في مجال الأمن السيبراني التي تعمل على حلول كشف التزييف العميق للمحتوى الصوتي تجربتها، حيث حصلت على دعم من مركز إبداع مصر الرقمية قصر السلطان حسين كامل وتضمن ذلك توفير مقر داخل المركز واحتضان من برنامج المدن الذكية. وتبع ذلك جولة استثمارية مباشرة من شركة بلاج آند بلاي العالمية، المشغلة لمركز إبداع مصر الرقمية قصر السلطان حسين كامل، بما يعزز وضع الشركة في السوق الإقليمي. وتؤكد هذه التجربة قدرة الحاضنات والدعم المؤسسي على تمكين شركات الأمن الرقمي من الوصول إلى أسواق جديدة وشركاء استثمار عالميين.
قصص نجاح خريجي المبادرات
عرضت تجربة أحد خريجي كلية علوم الحاسب والمعلومات الحاصل على شهادة مزدوجة من جامعة مينيسوتا الأمريكية، وهو من أوائل خريجي الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من الجامعتين، ويمارس حاليًا مهندس ذكاء اصطناعي في إحدى الشركات العربية العاملة والمستثمرة في مصر. ويعمل على توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأسواق المحلية وتطوير حلول تقنية متقدمة للمؤسسات. كما أشار إلى أن هذا المسار يعزز التمكين المهني للشباب ويفتح آفاق جديدة للابتكار المحلي.
وتناولت إحدى الطالبات في كلية الهندسة بجامعة مصر للمعلوماتية، التي درست عامها الرابع في جامعة بوردو الأمريكية وتخصصت في هندسة الإلكترونيات والاتصالات، كونها الأولى في قسمها واختيارها ضمن عميد المتفوقين في جامعة بوردو مع مرتبة الشرف. وبفضل تفوقها العلمي عملت كمدرِّسة مساعدة أثناء دراستها في بوردو، وهي الآن تدرس في العام النهائي بجامعة مصر للمعلوماتية وتتدرب في شركة سويسرية عالمية مستثمرة في مصر في مجال تصميم وصناعة الإلكترونيات. وتؤكد هذه التجربة استمرارها في بناء مسار تعليمي متميز وربط الدراسة التطبيقية بسوق العمل.
واستعرضت إحدى خريجات برنامج التدريب القانوني Tech Law المقدم من معهد تكنولوجيا المعلومات ITI تجربتها، حيث شهدت الجمع بين تخصصي القانون والتكنولوجيا وتعلم مفاهيم مثل الملكية الفكرية وجرائم تقنية المعلومات والعقود التقنية وتنظيم تقنية البلوكتشين والعملات المشفرة. وأشادت بالجهود المبذولة في تبسيط المحتوى التدريبي وإتاحة فرص عقد لقاءات مع متخصصين وتوفير النسخة الإلكترونية من البرنامج عبر منصة مهارة-تك بما يتيح الوصول إلى قاعدة أوسع من خريجي كليات الحقوق على مستوى الجمهورية. كما دُعمت تجربتها بتوضيح كيفية تطبيق المفاهيم في الواقع العملي ورفع جاهزية الخريجين لسوق العمل الرقمي.
كما تم استعراض عدد من النماذج الملهمة من خريجي المعهد القومي للاتصالات، والتي تعكس منظومة تدريبية متكاملة تجمع بين التدريب العملي والاختبارات العالمية والدعم الفني والتوجيه المهني. وتتيح هذه المنظومة للمتدربين الالتحاق بسوق العمل محليًا وإقليميًا والمشاركة في مسابقات دولية مرموقة، ومن أمثلة ذلك نجاح أحد المتدربين في الحصول على شهادات دولية خلال فترة التدريب من أكاديميات عالمية تابعة لكبرى الشركات الأمنية قبل الالتحاق بإحدى الشركات الكبرى. وتؤكد الأمثلة على فعالية برامج المعهد في إعداد الكوادر للمنافسة الإقليمية والدولية في مجال الأمن الرقمي.
كما قدمت جلسة المعرض نموذجًا لأحد خريجي برنامج التدريب الصيفي 2025 في مجال تعلم الآلة، وهو طالب في الفرقة الرابعة حصل على شهادة من شركة إنفيديا مما ساعده على الحصول على فرصة عمل في إحدى الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. وتبرز هذه التجربة قيمة التدريب العملي وربط المدارس والجامعات بسوق العمل التكنولوجي المتقدم. وتؤكد النتائج أن برامج التدريب الصيفي تعزز قدرة الخريجين على الدخول المبكر في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير.
وتناولت الجلسة أيضًا تجربة إحدى الفائزات في مسابقة الأفروآسيوي 2025 التي أُقيمت في ماليزيا، حيث أشارت إلى استفادتها من المشاركة وتطوير مهاراتها والربط بالشبكات الدولية. كما أكدت أن الدعم المقدم من المبادرات والتوجيه من الجهات المنظِّمة أسهم في رفع مستوى أداء المشاركات وتوسيع آفاق فرصهن. وتناولت هذه التجربة أهمية المسابقات الدولية في تعزيز الابتكار وتوفير فرص استثمارية لشركات ناشئة مصرية.
واطلع الدكتور مدبولي على شرح قدمته إحدى عضوات لجنة تحكيم DIGITOPIA، حيث أُوضح أن المسابقة تقيس الأفكار عبر ثلاث مراحل وتستقطب أكثر من 4660 فكرة من متسابقين تتراوح أعمارهم من الصف الرابع ابتدائي حتى 35 عامًا، عبر مسارات البرمجيات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والألعاب والفنون الرقمية. وتؤكد المعايير في مرحلة تقديم الأفكار على وضوح الفكرة والابتكار والأثر والتطبيق، بينما في مرحلة التطوير يتم قياس الابتكار والإبداع والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا وأداء الحل وملاءمته للمستخدم. وأسفرت المراحل عن تأهل 700 فريق لمرحلة التطوير، و72 فريقًا للنهائي، حيث يتنافس 24 فريقًا في كل مسار، ويتحدد الفائزون النهائيون من 36 فريقًا، مع جوائز قدرها مليون جنيه لكل مسار للفائز الأول. هذا يعكس إشراك الشباب والأكاديمين والقطاع الخاص في مسابقات دولية رائدة وتطوير حلول فعالة للمجتمع.
كما عرضت نماذج من خريجي مبادرات أجيال مصر الرقمية، حيث استعرضت إحدى الطالبات الملتحقات بمبادرة أشبال مصر الرقمية دور المبادرة في تمكينها من تحقيق مراكز متقدمة في مسابقات دولية، إلى جانب تأسيس مشروع ابتكاري لسوار ذكي يعتمد على تقنيات الأنظمة المدمجة والفنون الرقمية ويضم السجل الطبي لصاحب السوار. وتحدث طالب في الصف الرابع الابتدائي من الملتحقين بمبادرة براعم مصر الرقمية عن المهارات التقنية التي اكتسبها خلال المبادرة والتي أهلته للالتحاق في مسابقات متعددة في مجالات التكنولوجيا. كما أوضح أحد خريجي الدفعة الأولى لمبادرة رواد مصر الرقمية أن الالتحاق بالمبادرة يعد نقطة تحول حقيقية في مسيرته، حيث تمكن من تطوير مهاراته لتدريب ودعم الشباب في مجالات العمل الحر كمدرب تقني، وهو شريك مؤسس في شركة ناشئة بسوهاج تقدم دبلومات تدريبية في البرمجة والإدارة وريادة الأعمال.
وتناول الحديث أيضاً أحد خريجي مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، الذي روى كيف أتاح له النظام التعليمي اكتساب مهارات تقنية أهلته لتأسيس شركة ناشئة تقدم حلولاً في تصميم تطبيقات الموبايل وتطوير المواقع واستخدام حلول الأمن السيبراني. وأضاف أن الشركة نفذت مشروعات مثل تطبيق لشركة سعودية في مجال الأدوية وموقع إلكتروني لشركة كويتية تعمل في بيع مواد البناء، وهو ما يعكس أثر المنظومة التعليمية في تهيئة خريجي Egypt الرقمية لسوق العمل المحلي والإقليمي وتحقيق نماذج أعمال ناجحة. وتؤكد هذه التجارب أن مبادرات WE ومبادرات أجيال مصر الرقمية تمثل ركيزة أساسية لتنمية المهارات التقنية الشابة وتوفير فرص ريادة الأعمال في المحافظات.


