يُشير بحث حديث إلى أن النوم بعد الساعة الحادية عشرة مساءً قد يزيد مخاطر الإصابة بمشاكل قلبية، بما في ذلك النوبات القلبية. ويؤكد أن الأشخاص الذين ينامون بشكل متأخر خلال أيام الأسبوع يبدون زيادة في هذه المخاطر. وشمل العمل أكثر من 4500 مشارك في دراسة صحة النوم والقلب، وتابع الباحثون أنماط نومهم ونتائجهم الصحية على مدى سنوات. ويوضح الباحثون أن توقيت النوم نفسه قد يؤثر على صحة القلب بغض النظر عن إجمالي مدة النوم.

تأثير توقيت النوم على القلب

تشرح النتائج أن النوم المتأخر يخلّ بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم، فتصير وظائف أساسية مثل ضغط الدم والتمثيل الغذائي خارج توازنها. وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي الاضطراب اليومي المستمر إلى ارتفاع ضغط الدم وتزايد عبء العمل على القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت. كما يرفع قلة النوم مستويات هرمونات التوتر وحدوث الالتهابات، وكلها عوامل تزيد مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية. وينبه الخبراء إلى أن تنظيم النوم مهم للحفاظ على توازن الضغط والتمثيل الغذائي ووظائف القلب.

تفاصيل نتائج الدراسة

تقسم الدراسة أوقات النوم إلى أربع فئات: قبل الساعة 10:00 مساءً، بين 10:01 و11:00 مساءً، بين 11:01 مساءً ومنتصف الليل، وبعد منتصف الليل. ووجد الباحثون أن النوم بعد منتصف الليل خلال أيام الأسبوع كان مرتبطًا بزيادة تقارب 63% في احتمال الإصابة بنوبة قلبية مقارنة بالذين ينامون بين 10:01 و11:00 مساءً. ورُصد أن النوم مبكراً للغاية قبل الساعة 10 مساءً أيضاً يحمل مخاطر أعلى بشكل طفيف، ما يشير إلى وجود نمط على شكل حرف U. ولم يظهر هذا النمط في عطلات نهاية الأسبوع بشكل واضح، مما يوحي بأن روتين أيام الأسبوع مع الاستيقاظ المبكر يضيف عبئاً على القلب.

تشير النتائج إلى أن توقيت النوم يؤثر على صحة القلب بشكل مباشر، سواءً كان طول مدة النوم مثالياً أم لا. لذلك يوصي الخبراء بالالتزام بجدول نوم منتظم يتناسب مع الحاجة اليومية عادةً من نحو 8 إلى 9 ساعات للبالغين. كما يبرز أهمية تقليل السهر خلال أيام الأسبوع، والانتقال إلى مواعيد نوم ثابتة حتى في ظل ضغوط الحياة الحديثة. يُعد الحفاظ على نمط نوم مستقر جزءاً أساسياً من العناية بصحة القلب والوقاية من الاضطرابات القلبية.

شاركها.
اترك تعليقاً