تأثير الطقس البارد على الدماغ

يشرح أطباء الأعصاب أن جسم الإنسان يبذل جهدًا إضافيًا للحفاظ على الحرارة الداخلية عندما تنخفض درجات الحرارة. ينتج عن ذلك إجهاد أيضي قد يخفض عتبة حدوث النوبات لدى المصابين بالصرع. كما أن الانتقال المفاجئ من جو دافئ إلى هواء شتوي بارد قد يخلق صدمة حرارية تحفز نشاطًا كهربائيًا غير طبيعي في الدماغ لدى بعض المرضى.

وتشمل التأثيرات اليومية لهذا التغير منطقياً الخروج من غرفة دافئة إلى هواء بارد، ما قد يحفز النوبات لدى الأكثر حساسية. يضيف الأطباء أن فرط التنفّس الناتج عن الهواء البارد يجعل التنفس أسرع ويخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهو ما يزيد من نشاط الخلايا العصبية ويضاعف احتمالية النوبات. يبرز هذا التأثير بشكل خاص أثناء ممارسة نشاط خارجي في برد قارس.

عوامل شتوية غير مباشرة تزيد الخطر

لا يقتصر الخطر على البرودة وحدها، ففصل الشتاء يجلب اضطرابات متعددة قد تؤثر في استقرار الحالات العصبية. يشير الخبراء إلى أن اضطراب النوم نتيجة السفر أو السهر خلال العطلات والتوتر النفسي الناتج عن تغير الروتين يسهم في رفع قابلية الدماغ للنوبات. كما تساهم العدوى الموسمية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والجفاف وقلة شرب الماء وعدم الالتزام بمواعيد الدواء خلال الإجازات في خفض عتبة النوبات، وتزداد المخاطر عندما تتجمع هذه العوامل معًا.

كيف يحمي مريض الصرع نفسه

يؤكد الخبراء ضرورة اتباع إجراءات وقائية تقلل من احتمال حدوث النوبات. يجب ارتداء ملابس دافئة وتحديدًا حول الرأس والرقبة لتقليل فقدان الحرارة. كما يُنصح بالانتباه للانتقال التدريجي بين الدفء والبرد وتجنب الوقوف فجأة عند المداخل للسماح للجسم بالتكيف تدريجيًا.

كما يوصى بالالتزام بمواعيد النوم وتناول أدوية الصرع في مواقيتها وعدم التأخير حتى خلال الإجازات. وتجنب الإجهاد الذهني والبدني في الأيام الباردة وتغطية الفم والأنف بوشاح أو قناع لتدفئة الهواء قبل دخوله الرئتين. وعند حدوث عدوى في الجهاز التنفسي يجب التعامل معها بسرعة نظرا لارتباطها باختلال كهرباء المخ وزيادة احتمال النوبات.

النوبات الغيابية في الشتاء

تشير النوبات الغيابية إلى فترات قصيرة من فقدان الانتباه دون تشنجات ظاهرية. وقد تزداد في الشتاء دون أن يلاحظها المريض أو المحيطون به، وهو ما يجعل الوقاية أساسية. يوضح المختصون أن تشخيصها يظل دقيقًا أحيانًا ويتطلب متابعة طبية دقيقة وتوضيح النوبات للطاقم الطبي.

شاركها.
اترك تعليقاً