توضح المصادر الصحية أن فقدان الذاكرة المرتبط بتقدم العمر يُعد جزءاً طبيعياً من الشيخوخة في كثير من الحالات، إلا أنه قد يشير إلى حالة صحية أكثر خطورة وهي الخرف. بالرغم من ذلك، يظل النسيان أحياناً محدوداً بما يمكّن الشخص من متابعة نشاطاته اليومية. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن ما بين 5% و8% من كبار السن قد يصابون بالخرف في مرحلة ما، وتتصاعد أعراضه تدريجيًا مع تقدم العمر. كما يظل النسيان الخفيف في كثير من الأحيان غير مقلق ويمكن أن يبقى ضمن حدود الأداء الطبيعي.
تمييز النسيان العادي والخرف
يختلف النسيان الطبيعي المرتبط بالعمر عن أعراض الخرف في عدة جوانب رئيسية. فالنسيان العادي لا يعطل الحياة اليومية ولا يمنع تعلم معلومات جديدة بسهولة، كما لا توجد حالات طبية كامنة تسبب مشاكل الذاكرة. ويظل الشخص قادراً على أداء المهام المعهودة بشكل مستقل، وإن كان التذكر أبطأ مما كان عليه سابقاً. بناءً على ذلك، يعتبر النسيان في هذه الحالات جزءاً من الشيخوخة وليس علامة على الخرف.
ضعف إدراكي خفيف
يعرف الخبراء حالة تُسمى ضعف الإدراك الخفيف، حيث تكون الأعراض أخف من الخرف لكنها تثير القلق لأنها قد ترفع مخاطر الإصابة بأنواع الخرف مستقبلاً. يظهر فيها فقدان ذاكرة وبعض أعراض أخرى مثل صعوبات كلامية أو ارتباك، لكنها لا تبلغ درجة تؤثر في الأداء اليومي بشكل حاد. وإن كان الأشخاص المصابون بضعف الإدراك الخفيف يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بالخرف مقارنة بمن لديهم نسياناً مرتبطاً بالعمر. لذا يجب متابعة الحالة طبياً لتقييم التغيرات وتحديد التدخل المناسب.
علامات الخرف المبكرة
عندما يصبح فقدان الذاكرة شديداً لدرجة تؤثر في الروتين اليومي، وتظهر صعوبات في تعلم أشياء جديدة، وتزداد صعوبات إكمال المهام المعروفة، وتبدأ المقربون ملاحظة تغيرات في القدرات، فهذه العلامات تتسق مع المرحلة المبكرة من الخرف وتستلزم فحصاً طبياً وتقييمًا دقيقاً. كما يلاحظ أن تغيّر الذاكرة يصاحبه انخفاض في التفاعل اليومي وفقدان القدرة على رعاية النفس. ويصبح الكشف الطبي ضرورياً لتحديد السبب ووضع الخطة العلاجية المناسبة. هذه الأعراض تتطلب حضوراً طبياً للتمييز بين الخرف وأشكال أخرى من الاضطرابات الإدراكية.
الوقاية من الخرف
تؤكد الدراسات وجود سبع عادات علمياً تعزز حماية الدماغ وتقلل من خطر الخرف. وتشمل هذه العادات النشاط البدني، والنظام الغذائي الصديق للدماغ، ونوماً كافياً من 7 إلى 9 ساعات ليلاً، والانخراط اجتماعياً وتحدّي الدماغ بممارسة مهارة جديدة أو قراءة أو حل الألغاز. كما تساهم المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في تقليل المخاطر، بما في ذلك ضبط ضغط الدم والسكري والوزن وتجنب التدخين. ولا يغفل الاهتمام بالسمع وتقليل الانسحاب الاجتماعي كجزء من الوقاية أيضاً.


