أوضح الدكتور محمد الجوهري أن هناك نقصاً في العمالة الفنية رغم وجود فرص عمل واسعة في البلاد. وأشار إلى ظهور ظاهرتين متقابلتين ترتبطان ببعضهما في أثرهما على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الأولى التوك توك كوسيلة نقل شائعة بين الشباب، والثانية تيك توك كمنصة للبحث عن الشهرة السريعة. وبيّن أن الشباب يتجهون إلى المكسب السريع عبر التوك توك وهذا يضعف رغبتهم في التلمذة الصناعية. وشدد على أن هذا الوضع يهدد مستقبل الحرف والصناعات التقليدية والاقتصاد الوطني بشكل عام.

التوك توك والتيك توك وتأثيرهما

وأكد أن كلاهما يمنح الشباب مساراً سريعاً للهروب من الصناعة والزراعة والمهن الحرفية، مما يضعف سوق العمل ويؤثر سلباً في بناء اقتصاد قائم على الإنتاج. وأوضح أن التوك توك اقتصاد غير رسمي ينمو على حساب الاقتصاد الحقيقي، فيدفع آلاف الأولاد إلى قيادة المركبات بدلاً من تعلم الحرف. وأضاف أن هذا المسار غير المنظم يفرض عبءاً ضريبياً وتأمينياً أقل، ويعزز وجود اقتصاد غير رسمي ويزيد من نقص العمالة الفنية. نتيجة لذلك ترتفع تكلفة الإنتاج وتقل جودة الخدمات والسلع.

توجيه التنمية نحو التعليم الفني

بيّن أن مستقبل التنمية يبدأ من إعادة توجيه الشباب إلى المهارات الإنتاجية والعمل الجاد بعيداً عن المسارات السريعة غير المنتجة. وأشار إلى أن الاعتماد على هذه الأساليب يضعف قوة الاقتصاد الوطني ويمثّل نموذجاً غير إنتاجي للشباب. وأوضح أن تعزيز التعليم الفني والصناعي يعد جزءاً أساسياً من برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبذل الحكومة جهداً لتنفيذه. كما أكد على ضرورة ربط التدريب المهني بسوق العمل لتوفير عمالة مدربة تلبي احتياجات المصانع والورش.

إجراءات تنظيمية ومبادرات تعليمية

ودعا إلى تنظيم عمل التوك توك ودمجه في المنظومة الرسمية لضمان الحوكمة والتأمين الاجتماعي. وشدد على ضرورة تعزيز المحتوى التعليمي على المنصات الرقمية وإطلاق مبادرات لإحياء الحرف والصناعات. وأن ذلك سيساهم في تحسين المسار المهني للشباب وتوفير بدائل إنتاجية حقيقية بدلاً من المكاسب السريعة. كما يوضح أن هذه الخطوات من شأنها خفض تكاليف الإنتاج وتحسين الجودة وتدعيم اقتصاد يقوم على الإنتاجية.

شاركها.
اترك تعليقاً