توضح الأبحاث أن عدوى الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية، المعروفة بنزلات البرد الشائعة، تصيب كثيرين ثلاث مرات في السنة وتستمر عادة تسعة أيام، كما أنها لا تستجيب للمضادات الحيوية. وفي هذا السياق، تُشدد المصادر الصحية على أن ممارسة بسيطة مثل غسل الأنف بالمحلول الملحي قد تساعد في التعافي من النزلة. وتتوفر هذه الممارسة على نطاق واسع كخيار منخفض التكلفة ويمكن استخدامها دون وصفة طبية.

فوائد غسل الأنف الملحي

تشير نتائج الدراسات إلى أن استخدام غسل الأنف بالمحلول الملحي أثناء بداية الأعراض وحتى ست مرات يوميًا يمكن أن يقلل مدة المرض المصحوب بالأعراض بنحو يومين. كما أظهرت دراسات أن هذه الممارسة قد تساهم في الحد من انتشار العدوى إلى الآخرين وتقلل الحاجة إلى المضادات الحيوية. وتعد هذه الاستفادة إضافة مهمة، خصوصًا أن الفوائد مرتبطة بتكلفة منخفضة وإمكانية تطبيقها في المنازل دون إشراف طبي.

كيف يعمل المحلول الملحي

يساعد المحلول الملحي على إزالة الفضلات من الممرات الأنفية بما في ذلك الفيروسات ومسببات الحساسية والملوثات البيئية. وتتميز المياه المالحة بأنها ذات حموضة أقرب بقليل من الماء العذب، مما يجعل البيئة أقل ملاءمة لتكاثر الفيروسات. وتعيد هذه المحاليل تنشيط أهداب الأنف، وهي النتوءات المجهرية التي تعمل كسلم كهربائي يدفع بالجراثيم خارج الأنف.

دلالات الدراسات

أظهرت دراسة نشرت في ذا لانسيت عام 2024 شملت أكثر من 11,000 شخص أن غسل الأنف بالمحلول الملحي من بداية الأعراض وحتى ست مرات يوميًا يقلل مدة المرض المصحوب بالأعراض بنحو يومين. وأفادت دراسات أصغر بأن تقليل المدة قد يصل إلى أربعة أيام. كما أظهرت النتائج أن غسل الأنف يمكن أن يساعد في منع انتشار المرض للآخرين.

فوائد إضافية

وتشير تحليلات تلويّة لعشر تجارب عشوائية محكمة إلى أن غسل الأنف بالمحلول الملحي يقلل استخدام أدوية الحساسية بنحو 62% لدى مرضى التهاب الأنف التحسسي. كما أنه فعال في علاج الاحتقان المزمن، والتنقيط الأنفي الخلفي، والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة. وتبرز هذه النتائج دور هذه الممارسة كإضافة لتحسن أعراض الحساسية والالتهابات المرتبطة.

أهمية تقليل المضادات الحيوية

إلى جانب التحسن الشعوري، يساهم الغسل الملحي في تقليل الوصفات غير الضرورية للمضادات الحيوية، إذ لا تُقصر المضادات مدة التهابات الجهاز التنفسي ولا تخفف أعراضها عادة. ومع ذلك، يمكن تحقيق فائدة إضافية من خلال الجمع بين الغسل والدواء المضاد للالتهابات عند الحاجة. وبشكل عام، يعتبر الغسل خياراً فعالاً وميسور التكلفة يدعم الصحة العامة ويقلل الضغط على المستشفيات.

كيفية التطبيق الآمن

يمكن شراء ماء مملح جاهز في عبوات مع فوهة، أو استخدام وصفة منزلية بسيطة بخلط نصف ملعقة صغيرة من الملح غير المعالج باليود مع كوب من الماء المقطر أو المغلى لمدة خمس دقائق ثم يبرد. وللحد من الحرقة المحتملة، يمكن إضافة رشة من صودا الخبز. وتُشير بعض الدراسات إلى أن مياه البحر تحتوي على معادن إضافية مثل المغنيسيوم والكالسيوم، لكنها ليست شرطاً للنجاح، ويمكن تجربة المحلول التجاري إذا لم يستجب الماء المالح البسيط.

شاركها.
اترك تعليقاً