تعلن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن الحديث عن الشائعات أصبح ضرورة قد تبلغ حدّ الفريضة الدينية، وتؤكد أن العالم بات سريع الأحداث وتغيرت الظروف والأحكام، وهو ما يفرض الالتزام بمواجهة الشائعات بمسؤولية وجدية. وتوضح أن الواقع المعاصر يعج بمشكلات حديثة وأفكار غريبة تقودها مؤسسات ودول وجماعات تستخدم أدوات العصر الرقمي لتزوير الواقع وتدليس التاريخ وتزييف الحقائق.

أبعاد الشائعات وآثارها

أشار المتحدث إلى الآثار النفسية والاجتماعية للشائعات، مؤكدًا أن حرب الكلمة الخاطئة والفكرة الجائرة قد تكون قاتلة لأنها تعود بالضرر على الفرد والدولة ماديًا ومعنويًا. كما يبين أن تداول الشائعات دون تحقق يؤدي إلى تقليل الثقة وتآكل الروابط وتفاقم المشكلات الاجتماعية وتوجيه المجتمع نحو التفكير السلبي. ويؤكد أن الشائعات قد تدفع بعض الناس إلى اليأس وتلقي الاتهامات الخاطئة وتترك آثاراً مدمرة على العمران والمجتمع على المدى الطويل. كما يبرز أن نقل المعلومة من مصدر موثوق يمثل أمانة ومسؤولية بينما تداولها دون تحقق يفضي إلى الفتنة والإفساد.

ولذلك تشدد هذه الرؤية على أن الشائعات تبث مفاهيم مغلوطة وتروّج لسلوكيات منافية للوئام، وتنتشر بسرعة عبر المنصات الرقمية والتقنيات الحديثة. وتؤكد أن الشائعات تقوِّض قيمة الدين والوطن وتسيء إلى التاريخ وتعتدي على الأعراض، وتنتشر عبر قنوات رقمية متعددة، مما يجعل التثبت من المعلومات قبل نشرها أمراً ضرورياً ومطلوباً. كما تستشهد بآيات قرآنية تدعو إلى الرجوع إلى أهل العلم عند الجهل وتبيُّن الحق قبل إعلان الأخبار. وتُشير إلى أن النقل بلا تثبُّت يخرج عن الحق ويؤدي إلى فساد في الأرض.

كما تبرز الإشارة إلى أن الشائعات قد تفضي إلى فتنة كبيرة وتؤثر في الروابط الأسرية والدينية، وأن الدين يحترم الخصوصيات ويرعى الحقوق ويحمي المجتمع من الانزلاق إلى المفاضلة بين الحرية والالتزام. وتؤكد على أن اللغة ليست مجرد أداة اتصال بل تعبر عن علاقة الإنسان بربه وبإخوته وبمحيطه من مفردات الوجود، وأن أساليب التلميح دون التصريح قد تُجرّح المشاعر وتُخرج الكلام عن حدود الحق. وتؤكد أن مواجهة الشائعات تتطلب وعياً مجتمعياً وإعلامياً وعلمياً وتثقيفاً للشباب على التحقق من الأخبار قبل نشرها lest يتم الوقوع في الأخبار المغلوطة وتكوين صورة مشوهة عن الواقع. كما تشدد على أن أخطر الشائعات تلك المرتبطة بالدين وتؤدي إلى ظواهر مثل الإسلاموفوبيا، وهذا يستدعي تعزيز الوعي والتثقيف المؤسسي ومSteel شباب المجتمع على الاتزان والتحقق من المصادر التي تصل إليهم.

شاركها.
اترك تعليقاً