تحولت الفراولة المصرية خلال السنوات الأخيرة من مجرد محصول زراعي إلى قصة نجاح عالمية صُنعت بجودة الإنتاج وتطور الصناعة ورؤية واضحة جعلت مصر تتصدر المشهد الدولي في تصدير الفراولة المجمّدة. تعكس هذه القصة الجهود المتراكمة في تطوير الأصناف والتقنيات وسلاسل القيمة التي تقود القطاع إلى الأمام. وبفضل ذلك أصبحت مصر رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني في الأسواق العالمية.

قفزة تصديرية غير مسبوقة: من 381 מיליוןًا إلى 608 ملايين دولار

سجلت صادرات الفراولة المجمّدة المصرية نحو 381 مليون دولار في عام 2024، بينما بلغ حجمها 608 ملايين دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025. هذه القفزة ليست صدفة، بل نتاج سنوات من التطوير في الأصناف والعمليات الزراعية وسلاسل القيمة وصولاً إلى التصدير. كما انعكس التطور في القدرة على تلبية الطلب العالمي وتحقيق استمرارية في الإمدادات على مدار العام.

من خارج قائمة العشرة إلى المركز الأول عالميًا

حتى عام 2007، لم تكن مصر ضمن قائمة أكبر 10 دول مصدّرة للفراولة المجمّدة في العالم. لكن مع بداية 2010، بدأت رحلة الصعود السريع لتصل إلى ذروتها في عام 2020 عندما أصبحت المركز الأول عالميًا في التصدير. هذا التحول ليس إنجازًا عابرًا، بل واقع مستمر بفضل الحفاظ على الجودة والكميات المطلوبة للأسواق العالمية.

عوامل النجاح وراء العالمية

اعتمدت المزارع المصرية خلال السنوات الأخيرة على أصناف محسّنة ومرتفعة الإنتاجية. هذه الأصناف رفعت إنتاجية الفدان من 5 أطنان إلى أكثر من 30 طنًا، وهو تطور ثوري في عالم الزراعة. وهذا التطور فتح الباب أمام قدرة على التصدير بكميات أكبر دون الإخلال بالمتطلبات المحلية.

80% من الإنتاج… للتجميد: تم توجيه نحو 80% من الإنتاج إلى التجميد بدلاً من البيع الطازج بأسعار متذبذبة. توفر مصانع متطورة ونظم فرز وغسل وتعبئة دقيقة وخطوط تجميد تحافظ على شكل الثمرة وقيمتها الغذائية. النتيجة: منتج عالمي ثابت الجودة يمكن تصديره طوال العام وليس فقط في موسم الحصاد.

تقنية IQF.. سر الجودة التي وصلت للعالم كله: اعتمدت مصر تقنية التجميد السريع الفردي IQF كسر للجودة. تضمن تجمد كل ثمرة بشكل مستقل خلال ثوانٍ، ما يحافظ على الطعم الطبيعي واللون والقوام والقيمة الغذائية. مع بناء مصانع حديثة وشبكات تبريد قوية، أصبحت مصر قادرة على منافسة أكبر الدول المنتجة وفق أعلى معايير التصدير العالمية.

إن قصة الفراولة المجمّدة ليست مجرد إنجاز تصديري، بل دليل على قدرة مصر على تحويل منتج زراعي إلى صناعة ذات قيمة مضافة عالية تمتد من الزراعة إلى التصدير. ومع استمرار الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير المزارع وتوسيع المصانع، يبدو أن مكانة مصر في سوق الفراولة العالمية مرشحة لمزيد من الصعود في السنوات القادمة. ومع استمرار الدعم والابتكار، يواصل القطاع الزراعي والصناعي المصري تحقيق النمو وتوفير فرص العمل في مختلف المحافظات.

شاركها.
اترك تعليقاً