ما هو التهاب الأنف التحسسي؟

يعلن الباحثون أن التهاب الأنف التحسسي من أكثر الأمراض التحسسية شيوعاً حول العالم. تحدث هذه الحالة نتيجة استجابة مناعية غير متوازنة تؤدي لإطلاق IgE وتفعيل الخلايا البدينة، ما يسبب أعراض مثل العطس المتكرر واحتقان الأنف وسيلان العين. يرافقها غالباً ربو أو التهاب جيوب أنفية مزمن. يساعد فهم المسارات المناعية المصاحبة في توجيه العلاجات المستهدفة وتحسين إدارة الأعراض.

يرافق الالتهاب مسارات مناعية تنتقل عبر الغشاء المخاطي للأنف وتؤثر في أجهزة أخرى من الجسم عبر استجابة مناعية جهازية. تتضمن الصورة وجود حوار بين الخلايا الليمفاوية الحساسة والخلايا البدينة والجلوبولين المناعي E، وهو ما يسهم في استمرار الالتهاب وتفاقمه. يتصل الأمر بتغيرات في بطانة الأنف والجيوب الأنفية نتيجة عوامل مهيجة متعددة، مما يجعل العلاج يتطلب مقاربة شاملة. يسهم التفسير الدقيق لهذه المسارات في تحسين استهداف العلاجات وتخفيف الأعراض بشكل أكثر فاعلية.

العلاقة بين الأمعاء والتهاب الأنف التحسسي

يربط الباحثون خلل التوازن الجرثومي المعوي بالالتهاب التحسسي عبر محور الأمعاء-الأنف. يتضمن هذا المسار انتقال إشارات مناعية بين بطانة الأمعاء ومواقع بعيدة في الجسم، مما يؤثر في الاستجابة التحسسية في الأنف. تبرز أدلة حيوية على أن وظيفة الحاجز المخاطي المعوي وتنظيم المناعة المعوي يسهمان في تنظيم الاستجابة الالتهابية في الأنف. ما يعني أن الأمعاء قد تلعب دوراً محورياً في تطور الحالة ومدى شدتها.

تشير التغيرات في صورة ميكروبية الأمعاء المصاحبة للالتهاب المزمن إلى وجود محور معوي-أنفي يشارك في الاستجابة المناعية على مستويات متعددة. يوضح هذا المحور أن ميكروبات الأمعاء يمكن أن تؤثر في وظائف أجهزة أخرى كالرئة والجلد عبر إشارات جهازية. كما تبرز الدراسات أن التغيرات الغذائية، خصوصاً انخفاض تناول الألياف، قد تعدل من تركيبة الكائنات الدقيقة وتؤثر في الاستجابة التحسسية. وبذلك يصبح من الممكن التفكير في استراتيجيات وقائية وتدخّلية تستهدف الميكروبات المعوية كجزء من إدارة التهاب الأنف التحسسي.

تفاصيل الدراسة

نفذت الدراسة مشاركة 23 مريضاً بالتهاب الأنف التحسسي و15 فرداً من غير المصابين كمجموعة ضابطة. اعتمد الباحثون على تسلسلات جين 16S rRNA لتحديد تركيب ميكروبيوم الأمعاء، وأجروا تحليلًا أيضيًا غير مستهدف لتعميق الفهم بالمستقلبات الميكروبية. أظهرت النتائج أن التنوع الكلي ظل ثابتاً، بينما اختلفت البنية المجتمعية لدى المرضى مقارنةً بالمجموعة الضابطة، وتراجع وجود أنواع مثل Faecalibacterium المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. وزادت أعداد أنواع مُسببة للأمراض مثل Fusobacterium من القليل إلى الكثير، ما يشير إلى تغيّر وظيفي في المجتمع البكتيري.

تشير التحليلات إلى أن التباينات في الأنواع الأقل وفرة هي المحور الأساسي لهذه الاختلافات المجتمعية. ترتبط هذه التغيرات باختلال الاستجابة المناعية الجهازية التي تشهدها المصابين بالتهاب الأنف التحسسي، ما يدعم فكرة وجود محور معوي-أنفي. كما تشير النتائج إلى أن مستوى الألياف الغذائية في النظام الغذائي قد يؤثر في أعداد الكائنات المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهو ما يمكن أن يضعف قدرة الجسم على مقاومة التغيرات المناعية.

شاركها.
اترك تعليقاً