تشير الأبحاث إلى أن التثاؤب ليس دائمًا مجرد استجابة للملل أو النعاس. قد يكون التثاؤب المتكرر علامة على وجود مشاكل صحية تحتاج فحصًا طبيًا في بعض الحالات. يربط خبراء الصحة بين التثاؤب المفرط وتغيرات في نشاط الدماغ وتوازن الجهاز العصبي اللاإرادي. لذا فإن ظهور التثاؤب بشكل مستمر مع أعراض أخرى قد يستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا.

ما هو التثاؤب المفرط؟

يتفاوت معدل التثاؤب بين الأشخاص بناءً على العمر ومستوى اليقظة والظروف المحيطة. ولا توجد قاعدة مطلقة تحدد بالضبط ما يعتبر تثاؤبًا مفرطًا. وبالرغم من ذلك، أظهرت دراسة على مرضى السكتة الدماغية تعريفًا للتثاؤب المرضي بأنه ثلاث تثاؤبات أو أكثر خلال 15 دقيقة.

وتؤكد النتائج أن نطاق التثاؤب المفرط قد يختلف بين الشخص والآخر حسب السياق والحالة الصحية، وأن التثاؤب الملاحظ قد يظهر بتواتر يختلف باختلاف الظروف والمتغيرات الصحية. كما أن التقييم الدقيق يتطلب فحصًا سريريًا شاملاً لا يعتمد فقط على عدد التثاؤبات خلال فترة زمنية محددة. ويظل وجود التثاؤب المفرط مؤشرًا يحتاج إلى رصد الأعراض المصاحبة والتاريخ الطبي للمريض.

أسباب خطيرة محتملة

اضطرابات عصبية

قد يرتبط التثاؤب المفرط بحالات عصبية خطيرة مثل الصرع والسكتة الدماغية وآفات الدماغ. في حالات نادرة جرى توثيق أن نوبات التثاؤب المتكررة تكون جزءًا من نوبات الفص الجبهي. يظل التثاؤب علامة محتملة فقط ولا يعتبر دليلاً وحده على وجود اضطراب دماغي، بل يُعزَّز القلق عندما يصاحبه دوار أو ضعف أو تغيرات معرفية.

فرط النشاط العصبي اللاإرادي

يعكس التثاؤب نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في الوظائف الحيوية اللاإرادية. تشير الدراسات إلى أن التثاؤب المفرط قد يدل على اختلال في توازن الجهازين الودي واللاودي. وبناءً عليه، قد يشير التثاؤب إلى أن نظام التحكم التلقائي في الجسم لا يعمل بشكل مثالي.

تنظيم حرارة الدماغ

يساعد التثاؤب في تنظيم درجة حرارة الدماغ عبر زيادة تدفق الدم وتوجيه الهواء البارد أثناء الشهيق العميق. وربطت بعض الحالات التثاؤب المفرط بإصابات في مراكز تنظيم الحرارة. قد يمثل التثاؤب آلية تعويضية يحاول الدماغ من خلالها الحفاظ على درجات الحرارة المثلى عندما يتعطل تنظيم الحرارة.

ارتباطات التمثيل الغذائي

تشير أبحاث إلى أن التثاؤب يتأثر بمادة الدوبامين، وهو ناقل عصبي يحكم المزاج والدافعية والحركة. كما يدل وجود ارتباط مع اضطرابات إنتاج الدوبامين في بعض الحالات. يبرز من ذلك أن التثاؤب قد يعكس تغيرات أيضية كيميائية في الدماغ وليست ظاهرة عابرة.

شاركها.
اترك تعليقاً