كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة BMJ Nutrition Prevention & Health عن ارتباط الأنظمة منخفضة السعرات بارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب، خصوصاً لدى الرجال والبالغين ممن يعانون زيادة في الوزن. اعتمد الباحثون نتائجهم على بيانات أكثر من 28 ألف بالغ في الولايات المتحدة، وتبين أن متبعي هذه الحميات يعانون أعراضاً مثل تدني المزاج، ضعف التركيز، اضطرابات النوم، وتغيّراً في الشهية. كما أظهرت النتائج أن جودة النظام الغذائي تلعب دوراً محورياً؛ فارتفعت معدلات الاكتئاب لدى من يتناولون الأطعمة فائقة المعالجة مقارنة بمن يعتمدون نمطاً غذائياً صحياً مثل النظام المتوسطي. وتوضح الباحثة جابرييلا مينيتي من مركز Unity Health Toronto أن الحميات شديدة الانخفاض في السعرات قد تؤدي إلى نقص في البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، مما يضعه تحت ضغط إضافي ينعكس في صورة أعراض اكتئاب.
أخطار صحية للحميات القاسية
تشير النتائج إلى أن الحميات شديدة الانخفاض في السعرات قد تؤدي إلى اضطرابات هرمونية تزيد الشعور بالجوع وتبطئ عملية الأيض. كما قد يؤدي الاستمرار في هذه الحميات إلى استعادة الوزن بسرعة، وفي بعض الحالات يصبح ثلث المتبعين أوزانهم أعلى مما كانوا عليه سابقاً. وتشتمل المخاطر أيضاً العقم ومشكلات الخصوبة نتيجة اضطراب الهرمونات.
وتشمل مخاطر الجهاز الهضمي الإمساك والارتجاع والتهاب المعدة، إضافة إلى ضعف صحة الأمعاء والمناعة وارتفاع مستويات القلق. كما قد يرفع النمط الغذائي غير المتوازن احتمال أمراض القلب واضطراب نبضاته مع زيادة خطر النوبات والسكتات. كما قد يسبب فقدان الكتلة العظمية وضعفاً في الشعر والبشرة بسبب نقص العناصر الغذائية.
بالإضافة إلى ذلك يساهم استمرار فقدان الوزن وتغيّراته المتكررة في تطور الكبد الدهني. وتظهر اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره العصبي، وتفقد الكتلة العضلية مما يضعف القوة ويقلل معدل الحرق. وبالتالي فإن هذه المخاطر تتطلب الحذر والالتزام بمبادئ التوازن الغذائي تحت إشراف طبي.
خسارة الوزن بأمان
توصي البيانات بالتركيز على تغييرات دائمة في نمط الحياة بدلاً من الاعتماد على الحميات السريعة. خفض السعرات تدريجياً بنحو 500 سعرة يومياً يساعد في الوصول إلى خسارة صحية تقارب نصف كيلوجرام أسبوعياً. يشمل النظام الغذائي المتوازن الخضروات والبروتين والكربوهيدات الكاملة والدهون الصحية، مع الحرص على توازن المغذيات وتنوعها. كما يجب تجنّب اتباع أنظمة غير مبنية على أسس علمية أو دون إشراف طبيب مختص.


