يحذر الأطباء من أن ابتلاع قرص دواء بشكل يومي قد يسبب أضرارا حقيقية في بعض الحالات. عند تعلّق القرص في الجزء الضيق من المريء قرب مدخل المعدة وذوبانه قبل الوصول إلى موضعه المقصود، تتلامس مكوّناته الحمضية أو القلوية مع جدار المريء غير المحمي، ما يسبب حرقة حادة وألماً والتهاباً. هذه التفاعلات قد تترك آثاراً مؤلمة وتؤدي إلى مشاكل أخرى إذا لم تُعالج مبكراً.

رغم أن التهاب المريء الناتج عن الأدوية يعتبر نادراً بنحو 3.9 حالات لكل 100 ألف شخص سنوياً، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن العديد من الحالات الخفيفة تمر دون تشخيص. هذا يجعل النسبة الفعلية للإصابة أعلى مما يُعرَض عادة. المريء يفتقر إلى طبقة حماية المعدة، لذا يتفاعل بسرعة مع المواد المسببة مسبباً ألماً يشبه الحرقة ولكنه أشد. ويصحب ذلك تغير في الصوت أو ألم أثناء البلع وفقاً لموقع Science.

الأدوية والعوامل المرتبطة

تظهر أغلب الإصابات لدى النساء في منتصف العمر نتيجة تناول أدوية علاج هشاشة العظام، بينما يواجه كبار السن خطراً أكبر بسبب بطء مرور الطعام والدواء عبر المريء. أما الأطفال فالتفسير يعود إلى صعوبات البلع أو ضيق المريء. يزداد الخطر كذلك لدى الأشخاص مع تغيّرات في الصدر مثل تضخّم الغدة الدرقية أو أمراض القلب.

وتشمل قائمة الأدوية الأكثر تسبباً في تهيّج المريء: أدوية البيسفوسفونات، مضادات التتراسيكلين، الأسبرين، الإيبوبروفين، إضافة إلى بعض المكملات الغذائية. كما أن الكافيين المركز يزيد الحموضة، أما فيتامين C وL-arginine فيقدمان تهيجاً واضحاً، كما قد تلتصق أقراص كلوريد البوتاسيوم الثقيلة أو كبسولات الجيلاتين اللينة بجدار المريء بسهولة. وتبين الدراسات أن هذه العوامل يمكن أن تسبب التهيج إذا استمر استخدامها لفترة طويلة. وتختلف شدة الأعراض بحسب سرعة مرور الدواء ومساره عبر المريء.

إجراءات الوقاية وخيارات العلاج

رغم ذلك، تتحسن معظم الحالات سريعاً عند التوقف عن تناول الدواء. ويمكن تقليل المخاطر باتباع خطوات بسيطة مثل ابتلاع الأقراص مع كوب ماء كبير. يجب أن يتاح لك البدء بالدواء أثناء الجلوس أو الوقوف والبقاء في هذا الوضع لمدة لا تقل عن 30 دقيقة خاصة عند أخذ الدواء على معدة فارغة. عند الحاجة إلى استخدام طويل الأمد، يمكن اختيار بدائل علاجية مثل الحقن أو أدوية تحمي بطانة المريء، كما يجوز تقسيم الأقراص الكبيرة إذا كان ذلك مسموحاً طبياً.

شاركها.
اترك تعليقاً