أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل تعزيز التعاون مع دولة تشاد وتوثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. عُقد الاجتماع ضمن اللجنة المصرية التشادية المشتركة في 17 نوفمبر 2025. وحضر الاجتماع عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين، من بينهم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، والسيد عبد الله صابر فضل وزير خارجية جمهورية تشاد، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية. وأشار إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية ومنها تشاد، وذكر أن الشركات المصرية المتخصصة في البنية التحتية والنقل والمناطق الصناعية مستعدة لتنفيذ مشروعات في تشاد والمشاركة في نهضتها.
تعزيز التعاون وآفاقه
عقد نائب رئيس الوزراء جلسة موسعة على هامش الاجتماع مع الوزير التشادي أمير إدريس ووزير الثروة الحيوانية عبدالرحيم الطيب ومدير عام الوكالة القومية للاستثمار والصادرات، بحضور لواء حسام الدين مصطفى مساعد وزير النقل للطرق والكباري والمهندس سيد متولي رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة. في بداية اللقاء، أكد أن العلاقات المصرية-التشادية أقوى من أي وقت، وأن الرئيس السيسي وجه بتعظيم التعاون وتوسيع الشراكات في مجالات النقل والبنية التحتية. أشار إلى أن الشركات المصرية المتخصصة ستشارك في تنفيذ مشروعات بنية تحتية ومناطق لوجستية وموانئ جافة، خاصة مع الشركة الوطنية المقاولون العرب التي لها تجربة ناجحة في تشاد. تم الاتفاق على تعزيز التعاون عبر برامج مشتركة وتدريب كوادر تشادية في مجالات الهندسة والنقل والإشراف.
تابع المجتمعون مدى تقدم مشروع الطريق البرّي الذي يربط مصر وتشاد عبر ليبيا بطول 2570 كلم. وتشمل الأعمال داخل مصر 370 كلم من الشرق إلى الكفرة، وبلغت نسبة التنفيذ نحو 15%. وقعت المقاولون العرب مذكرات تفاهم مع الجانب الليبي لتنفيذ 390 كلم من الحدود المصرية-الليبية حتى الحدود الليبية-التشاد، كما جرى توقيع مذكرتين مع الحكومة التشادية لتنفيذ المسافة من الحدود الليبية إلى أم الجرّس بطول 550 كلم مع إجراء رفع مساحي. وتجري حالياً أعمال المسافة من أم الجرّس إلى إبشا بطول 380 كلم، وجرى البدء في إنشاء جسر ترابي، في حين تبلغ المسافة من إبشا إلى عاصمة تشاد إنجامينا 880 كلم وهي في حالة جيدة، مع العمل على إنشاء منفذ الكفرة البري ليكون منصة لتبادل التجارة.
مسار الطريق والاتصال اللوجستي
يمثل الطريق البري المصري-التشادي نافذة اقتصادية حاسمة، إذ سيكون جسراً للتعاون التجاري والاقتصادي ليس فقط للأجيال الحالية بل للأجيال القادمة، وهو ما يعزز الدور الإقليمي لمصر كـ«محور استراتيجي» في الربط بين شمال ووسط إفريقيا وتسهيل حركة التجارة البينية. كما يبرز أهمية إقامة منفذ الكفرة كإطار حيوي لتسريع حركة التجارة وإتاحة وصول أسرع إلى الأسواق البحرية، مما يفتح أسواق ضخمة ويدعم التنمية والأمن الإقليمي في تشاد ومحيطها. وتؤكد التصريحات أن مصر مستعدة لتنفيذ مشروعات بنى تحتية إضافية داخل تشاد، بما فيها الطرق والمناطق اللوجستية والموانئ الجافة، وتدريب الكوادر التشادية في مجالات الهندسة والنقل والإشراف.
أثبتت التجربة المصرية في تشاد قدرة الشركات المحلية على إنجاز المشروعات وفق أعلى معايير الجودة بتناغم مع متطلبات الجهات الشريكة، وهو ما شجع الجانب التشادي على فتح آفاق أوسع للتعاون في مجالات النقل والطرق والموانئ والمناطق الصناعية والزراعية. وتؤكد المشاورات استمرار التنسيق لتنفيذ المشروع وفق جدول زمني محدد وتنسيق فني دائم بين الطرفين، بما يضمن حل أي تحديات أولاً بأول وتوسيع دور الشركات المصرية الرائدة مثل المقاولون العرب في تنفيذ مزيد من المشروعات داخل تشاد. ويأتي ذلك ضمن رؤية طويلة الأجل لتعظيم الاستفادة من الخبرة المصرية وتطوير القدرات الوطنية التشادية في قطاع البنية التحتية والنقل.


