يؤكد استشاري الصحة النفسية والتخاطب مصطفى الزريقى أن حماية الوالدين الزائدة عن معدلها الطبيعي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأبناء وتبدأ بفقدان الثقة في أنفسهم وعدم قدرتهم على الاعتماد على أفكارهم واحتياجاتهم. يشرح أن اتخاذ الوالدين قرارات تخص الأبناء بدلاً من إشراكهم يضعف قدرتهم على مواجهة المواقف ويجعلهم يتقنون الاعتماد المستمر على الأهل في خطواتهم اليومية. تظهر هذه الطريقة في أمور بسيطة مثل تجهيز الحقيبة المدرسية أو ترتيب الغرفة أو اختيار الأنشطة، فينشأ الاعتماد الزائد بدلاً من تعلم الاستقلال. تشير النتيجة إلى تأثير نفسي سلبي يتجلى في انخفاض الثقة بالنفس وشعور الأبناء بأن آراءهم ليست ذات قيمة.
أضرار الحماية الزائدة
وتابع الزريقى أن هؤلاء الأبناء يفتقدون عادة الاعتماد على أنفسهم في حل المشكلات اليومية، ويفضلون طلب رأي الآخرين قبل اتخاذ قرار بسيط. هذا النمط يجعلهم يفقدون مهارات اتخاذ القرار ويعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية والعاطفية. كما يظهر لديهم خوف مستمر من التجربة نتيجة عدم الاعتياد على اتخاذ القرار وتحمل نتائجه. وتظهر سلوكيات مثل العصبية أو العناد كآثار قديمة لهذه الحماية الزائدة.
يؤكد الزريقى أن الحماية الزائدة تقود إلى ضعف المهارات الاجتماعية والعاطفية، حيث يقضي الأبناء أوقاتهم في حضن الأسرة ولا يتفاعلون مع أقرانهم. يواجهون صعوبات في تكوين صداقات والتعبير عن الرأي داخل المحيط الاجتماعي، وتظل صفاتهم طفولية حتى مع التقدم في السن. قد يظهر لديهم سلوك العصبية أو العناد كنوع من رفض الواقع ورفض الاعتماد على الذات. هذه النتائج تستدعي الاعتراف بالآثار وبدء خطوات العلاج والتدخل من الأسرة.
خطوات عملية للحماية المتوازنة
لتجنب الآثار السلبية، تقترح الدراسات وخبراء الصحة النفسية منح مساحات للاستقلال تدريجيًا من خلال السماح لهم باتخاذ قرارات بسيطة مثل اختيار ملابسهم وطعامهم وتنظيم أوقاتهم. ثم يوسّع الوالدان مساحة القرار تدريجيًا مع مرور الوقت مع متابعة وتوجيه مناسب. كما يجب تشجيع الأبناء على التجربة والخطأ ومدح المحاولة حتى لو لم تتحقق النتيجة مرضية. وتشمل الخطوات دعم العلاقات الاجتماعية من خلال الانضمام للأنشطة ورياضة جماعية وتقديم دعم نفسي متوازن دون تدخل مفرط.


