تنفذ الدولة توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنهوض بقطاع الصناعة وتعزيز دور مصر كمركز صناعي إقليمي، وتواصل وزارة الصناعة والنقل متابعة خطط التوسع الصناعي وتعميق التصنيع المحلي من خلال جولات تفقدية لمشروعات صناعية كبرى، شملت النوبارية والسادات، بهدف ضمان جاهزية التصنيع وتوفير فرص العمل وتلبية السوق المحلي وتوسيع الصادرات. وتأتي هذه الجولات ضمن مسار رسمي يركز على دعم الصناعات الغذائية وتحديث بنيتها التحتية وتطبيق أحدث تقنيات الإنتاج. وتؤكد الوزارة من خلال هذه الزيارات التزامها بتعزيز الاستثمار الصناعي وتوطين المعرفة والتكنولوجيا الحديثة في البلاد.

التوسع الصناعي في النوبارية

خلال الجولة، افتتح الوزير 5 خطوط إنتاج جديدة في مصنع بيتي للصناعات الغذائية، التابعة لمجموعة شركات المراعي، بنوبارية، باستثمارات تبلغ مليار جنيه، ليصبح إجمالي خطوط الإنتاج 32 خطاً. كما أوضح أن التشغيل الجديد يعزز قدرة الشركة على تلبية الطلب المحلي المتنامي وزيادة الفائض القابل للتصدير، بما يدعم البيئة الاستثمارية ويدفع نحو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 650 ألف طن سنويًا ويضم أكثر من 130 منتجاً متداولاً في الأسواق المحلية والدولية، وتصل صادراته إلى 45 دولة، وهو ما يعكس دوره الحيوي في سلاسل الإمداد الغذائية.

وتابع الفريق المسؤول شرح منظومة العمل داخل المصنع، حيث أُشير إلى وجود خط إنتاج لبن معقم طويل الأجل وتطوير خطوط إنتاج الجبن والعصائر والزبادي والزبادي المشروب، مع دمج تقنيات عالمية مثل ماكينة مصرية الصنع بمواصفات عالية في خط تصنيع الأجبان. كما تم استعراض خطوط إنتاج اللبن المعقم في عبوات PET وتوفير منظومة طاقة شمسية متكاملة تنتج نحو 7.6 ميجاوات وتقلل من استهلاك الكهرباء والانبعاثات، في إطار التوجه العام للدولة نحو التحول للطاقة النظيفة. وأكدت المحافظة على أهمية الدعم الحكومي للمصانع الجادة التي تساهم في توفير فرص العمل وتحسين جودة السلع المحلية وتوسيع الحصة التصديرية.

وذكرت محافظ البحيرة أن زيارة نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية تعكس دعم الدولة المستمر لمنظومة الصناعات الغذائية وتطوير الاستثمار في المحافظة، مشيدة بالتطور في خطوط إنتاج الزبادي والجبن والعصائر والألبان واعتمادها على أحدث تقنيات التصنيع، ما يجعلها نموذجاً للصناعة الوطنية القائمة على الجودة والتنافسية. وأوضحت أن وجود صرح صناعي بهذا الحجم يسهم في إضافة قيمة للاقتصاد المحلي والقومي من خلال التوسع الإنتاجي وتوفير فرص العمل، مع الحرص على تقديم سبل الدعم لجميع الشركات الجادة. كما أشارت إلى متابعة المحافظة وخططها لتسهيل بيئة العمل وتوفير الحوافز اللازمة لاستمرار الاستثمار في النوبارية.

وخلال الجولة تم الانتقال إلى مدينة السادات لمتابعة جاهزية المصانع الحديثة وفق أعلى معايير الجودة، حيث زُيّن المشهد بتفقد مصنع ميما فودز للتجهيزات الغذائية على مساحة 12,800 متر مربع باستثمارات تبلغ مليار جنيه، وهو أحد أبرز منشآت الخضروات والفواكه المجمدة في السوق. وتقدَّم الوزير داخل المصنع بمراحل التصنيع من الغسل والسلق والتبريد والتجميد وصولاً إلى التعبئة والتغليف، مع استعراض المعمل الميكروبي ونتائج الرقابة قبل الإنتاج. كما تم الاستماع إلى آراء العاملين ومعرفة أوضاعهم الوظيفية ونقلهم اليومي، حيث أكد الوزير أن الاهتمام بالعنصر البشري يأتي ضمن أولويات الدولة لضمان كفاءة الإنتاج وجودة العمليات.

ولاحقاً تم التوجه لافتتاح أو متابعة مشروع آخر في السادات هو مصنع ميما فودز، حيث تضمن العرض تقنيات إنتاج متقدمة وتحديثات مستمرة في خطوط الخضروات والفواكه المجمدة وخطوط التعبئة والتغليف، بما يعزز قدرة المصنع على تلبية الطلب المحلي والتصدير تدريجيًا، وتوفير وظائف مباشرة وغير مباشرة. وفي رسالته أكد الوزير أن هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية لتوسع الصناعة الغذائية وتعمق التصنيع المحلي، مع الحرص على الالتزام بمستويات الجودة والاعتماد على تقنيات حديثة تدعم الاستدامة وتقلل من استهلاك الطاقة. كما أشار إلى أن الجهود الحكومية مستمرة في تعزيز الاستثمار وتوفير بيئة جاذبة للمستثمرين بما يخدم الأمن الغذائي والقدرات التصديرية للبلاد.

التوسع والتصدير في مدينة السادات ومواقـف أخرى

كما شملت الجولة زيارة مصنع بيورز للصناعات الغذائية والمشروبات والمياه في السادات، المقام على مساحة 12,480 متراً مربعاً باستثمارات 575 مليون جنيه، وتصل طاقته الإنتاجية إلى 110 مليون لتر سنوياً من المشروبات الغازية، مع نسبة مكون محلي تبلغ 80%. وخلال الزيارة تفقد الوزير منطقة تحضير المركزات ومحطة معالجة المياه وروبوت استقبال العبوات ومخزن المنتج اليومي ومراحل التعبئة والتغليف الآلية. واطلع على خط إنتاج العبوات والمواد القابلة لإعادة التشكيل، وأكد مسؤولوه أهمية تعزيز خطط التصدير في المرحلة المقبلة لاستغلال الإمكانات الإنتاجية في توسيع الأسواق الإقليمية والدولية.

واختتم الوزير جولته بزيارة مصنع كاري للصناعات الغذائية المقام على مساحة 21,586 متر مربع وباستثمارات تبلغ 40 مليون دولار، والمتخصص في إنتاج مركزات الفاكهة ومعجون الشطة وعجائن الفواكه ومعجون الطماطم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 102 ألف طن سنوياً. وتفقد خلال الزيارة معامل التحاليل الكيميائية والميكروبيولوجي وخطوط إنتاج الطماطم وعمليات الاستلام والغسيل والفرز، إضافة إلى مراحل استخلاص العصير والبسترة والتعبئة. كما شدد على تطبيق أحدث معايير الجودة والتقنيات الحديثة لتعزيز الإنتاجية ودعم التوسع الصناعي وتعميق التصنيع المحلي في قطاع الأغذية.

وأكد الوزير في ختام جولتـه أن ما شاهده من مشروعات متقدمة في النوبارية والسادات يعكس التطور الكبير لقطاع الصناعات الغذائية، مدعوماً برؤى استثمارية وتكنولوجيات تصنيع حديثة تضاهي المعايير العالمية. وشدد على استمرار الدولة في دعم المصانع الجادة وتوفير بيئة استثمارية جاذبة وتحسين جاهزية المصانع لضمان أعلى مستويات الجودة وكفاءة التشغيل، بما يخدم أهداف تعميق التصنيع المحلي وبناء قاعدة صناعية متكاملة تدفع النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

شاركها.
اترك تعليقاً