أعلن فريق بحثي في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويسترن عن نتائج دراسة جديدة تُظهر أن جرعة إشعاع موجّهة واحدة قبل العلاجات الأخرى يمكنها القضاء على الورم في معظم حالات سرطان الثدي عند المرضى المصابات بمرحلة مبكرة من المرض. تمت الدراسة على 44 مريضة مصابة بسرطان الثدي الإيجابي الهرموني في مراحله المبكرة، حيث أخذت كل مريضة جرعة إشعاع واحدة مركزة ثم بدأت الأدوية المثبطة للهرمونات. كانت فترة الانتظار حتى الجراحة متوسطة نحو 9.8 أشهر، ما وفر فرصة لتقييم الاستجابة وتحديد مسار العلاج التالي.

تفاصيل الدراسة ونتائج المرضى

قسم الباحثون المشاركات إلى ثلاث مجموعات وتلقّى كلٌ منهن جرعة واحدة من 30 أو 34 أو 38 جراي، ثم بدأن استخدام أدوية مثبطة للهرمونات. في المقابل، اعتمدت البروتوكولات التقليدية للإشعاع على جرعات يومية تتراوح بين 1.8 و2.67 جراي ولمدد تصل إلى 16 إلى 33 يومًا. وظهر أن 72% من المشاركات لم يوجد لديهن ورم متبقٍ أثناء الجراحة، وهو ما يعكس استجابة مرضية كاملة، بينما بلغت نسبة الاستجابة شبه الكاملة 21% وتجاوزت النتائج مستوى القضاء على الورم 90%. تبرز هذه النتائج على الرغم من اختلاف الجرعة المعطاة وحجم الورم بين الحالات.

ووفق ما رُصد في التحليل، كان التوقيت حتى إجراء الجراحة أقوى دليل على الاستجابة من الجرعة أو حجم الورم، فكلما طال انتظار الجراحة زادت احتمالات اختفاء الورم بشكل كامل أو شبه كامل. أشار القائمون على الدراسة إلى أن الخلايا قد تموت تدريجيًا أو يتم طردها بواسطة الجهاز المناعي، وهو ما يفسر زيادة احتمالية الاستجابة مع مرور الوقت. وتُشير هذه النتائج إلى أن النهج الموجّه قبل الجراحة قد يُقلل الحاجة للجراحة في بعض الحالات مستقبلاً.

فوائد الإشعاع المستهدف قبل الجراحة

أوضح الباحثون أن العلاج الموجّه قبل الجراحة يوفر فوائد كبيرة، منها تقليل حجم الأنسجة المعرضة للإشعاع إلى ما يقل عن مستوى الإشعاع الكامل للثدي بنحو مائة مرة، إضافة إلى اقتصار جلسة الإشعاع على يوم واحد مقابل أسابيع من العلاج التقليدي. كما يتيح هذا النهج للمريضة فرصًا أكبر لإجراء جراحة إعادة بناء الثدي إذا اختارت ذلك، دون تعريضها لإشعاع واسع النطاق قبل الجراحة. وفي النهاية، قد يسهم النهج في تقليل الترحيل الزمني للعلاج وتحقيق نتائج فعالة في التحكم بالمرض مع خيارات علاجية جمالية أكثر للمريضات.”

شاركها.
اترك تعليقاً