أعلنت جمعية AMR Action UK أن أزمة العدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تمثل تهديداً يضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية هذا الشتاء. وأشارت الجمعية إلى أن العدوى تؤثر على نحو 5000 مريض شهرياً في المملكة المتحدة. وتضيف أن وجود هذه العدوى يؤدي إلى إقامة أطول في المستشفيات وارتفاع الطلب على الأسرة، مما قد يسبب نقصاً في الموارد المتاحة. كما أكدت الجمعية أن تقليل الوصفات غير الضرورية للمضادات الحيوية وتطبيق إجراءات صارمة لمكافحة العدوى يمثلان عناصر حاسمة لتخفيف العبء على النظام الصحي.
تحذير الصحة العالمية وتداعياتها
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قد تؤدي إلى وفاة نحو 10 ملايين شخص حول العالم سنوياً بحلول عام 2050 إذا استمر الاتجاه الحالي. وتزداد حالات العدوى التي يصعب علاجها مع زيادة مناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية المستخدمة، حتى مع الدورات القياسية من العلاجات القوية. وتؤكد التقارير أن ارتفاع هذه العدوى يفرض أعباء كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية وتكاليف إضافية. كما تشدد على ضرورة توفير فحوصات سريعة للمساعدة في تمييز العدوى المقاومة مبكراً وتوجيه العلاج الصحيح.
إجراءات مقترحة ونتائج البحث
حثت AMR Action UK الحكومة على تمكين الأطباء من إجراء فحوصات سهلة الاستخدام يمكنها تحديد ما إذا كان المرضى يحملون عدوى مقاومة للأدوية، إضافة إلى تطبيق ضوابط صارمة للعدوى في المستشفيات. كما دعت إلى التأكد من حصول المرضى على الجرعات الصحيحة من المضادات الحيوية وتوحيد ممارسات العلاج وفق الإرشادات. أشارت الجمعية إلى دراسة أجرتها جامعة دي مونتفورت ونشرت في مجلة نيتشر، والتي بينت وجود فجوات في المعرفة بمقاومة المضادات الحيوية بين بعض الأطباء، وهو ما قد يؤدي إلى اختيار علاجات غير مناسبة. كما لاحظ الباحثون أن بعض الأطباء تجاهل مرضى العدوى المقاومة بسبب مخاوف مرتبطة بالعلاج، مما دفع المرضى للبحث عن معلومات عبر الإنترنت.
أرقام وتأثيرات وطنية
في إنجلترا، يصاب نحو 58 ألف شخص سنوياً بمرض مقاوم للمضادات الحيوية، ويموت حوالى 8 آلاف شخص بسبب واحد منها. وفي الأسبوع السابق، أظهرت بيانات وكالة الصحة العامة البريطانية ارتفاعاً في الوفيات المرتبطة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بنسبة تقارب 17% عن العام السابق. كما أشارت التقارير إلى ارتفاع حالات دخول المستشفيات المرتبطة بمضاعفات الإنفلونزا مع توقع أن يكون الشتاء الحالي أقسى من المعتاد من ناحية الضغط على الخدمات الصحية.
ودعت AMR Action UK الحكومة إلى تخصيص أموال لمعالجة الالتهابات المقاومة وتنفيذ خطة العمل التي أصدرتها الحكومة السابقة، إضافة إلى ضمان اتخاذ إجراءات فورية للوقاية والسيطرة في المؤسسات الصحية. كما دعت إلى أن تلتزم السلطات بتقليل الوصفات غير الضرورية للمضادات الحيوية وتوفير الموارد اللازمة لتدريب الأطباء وتحسين الوعي بمقاومة المضادات الحيوية. وتؤكد الجمعية أن تعزيز اختبارات التشخيص السريع وتطبيق الإجراءات الوقائية سيحد من الانتشار ويحافظ على قدرات الخدمات الصحية الوطنية خلال الشتاء القادم.


