يؤكد الدكتور علي سالم أن شكوى الحاجة نعيمة ليست واقعة عابرة، بل هي حصاد طبيعي لخلل تربوي قديم. يشرح أن ما يفعله الأبناء اليوم يعكس ما زرع فيهم سابقاً، وأن غياب الاهتمام وغرس القيم منذ الصغر قد يؤدي إلى نماذج من العقوق عند الكبر. وعندما تكبر الأم وتحتاج إلى أبنائها، تتضح النتيجة الحقيقية لما قدمته الأسرة في مراحل الطفولة والمراهقة. ويؤكد أن من زرعه الأبوان هو الذي يلاقينه الأبناء في نهاية المطاف، وتكون المعالجة بالتركيز على الصحة النفسية والأمان الداخلي والاقتراب من الله وفعل الخير لتعويض ما فُقد من دعم عاطفي.

التربية منظومة قيم تؤثر في الأسرة

توضح هذه الرؤية أن التربية ليست مجرد دروس ومصاريف، بل منظومة قيم تبنى عبر سنوات طويلة. غياب الرحمة والاهتمام والحوار داخل البيت يؤدي إلى تفكك أسري تدريجي. وتمر الأسرة بدورة حياة تبدأ بالارتباط وتنتهي بالمشيبة، وتتأثر كل مرحلة بما قبلها. إن احتل العنف والشتائم مساحة من العلاقة فغالباً يعيد الأبناء إنتاج نموذج الإساءة مع أهاليهم في الكبر.

ويؤكد الدكتور سالم أن القيم هي الأساس، وأن فقدانها يفسر العديد من الأزمات التي نشهدها، مثل الشكوى المذكورة. وعندما تفقد الأسرة قيمها وتغلب عليها قسوة الكلام والتهديد، تتعزز الانقسامات وتفقد الروابط. ويوصي بأن تكون المعالجة شاملة تتضمن الصحة النفسية، وتوفير الأمان الداخلي، والتقرب من الله وفعل الخير لتعويض فقدان الدعم العاطفي.

شاركها.
اترك تعليقاً