المعايير العالمية وأفريقيا
تعلن أفريقيا عن سعيها المكثف للمواءمة معايير المجلس الدولي لمعايير الاستدامة ISSB في الإفصاحات. وتبرز تحركات الدول الأفريقية كدليل على الالتزام بمعايير عالمية تسهم في تعزيز مكانتها في الأسواق الدولية. وأوضح الدكتور محمود محيي الدين في جلسة بعنوان “النهوض بالمعايير العالمية وإطلاق الفرص لأفريقيا” أن الإفصاحات عالية الجودة تمثل أداة استراتيجية لخفض تكلفة رأس المال وتعزيز القدرة التنافسية.
وأشار محيي الدين إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه نموا غير متكافئ وفجوات حادة في تمويل التنمية المستدامة. وأوضح أن مواءمة الشركات الأفريقية مع معايير ISSB تمنحها المصداقية والشفافية وجودة البيانات المطلوبة من المشترين والممولين العالميين. أضاف أن هذه الإفصاءات تساهم في تقليل مخاطر الاستثمار وتخفيض تكلفة رأس المال في الدول النامية.
أكد محيي الدين أن مواءمة الشركات الأفريقية مع ISSB تمنحها المصداقية والشفافية المطلوبة في سلاسل الإمداد العالمية، وتدعم قدرتها على المنافسة. أشار إلى أن هذه الخطوة تعزز جودة البيانات وتخدم المشترين والممولين على حد سواء. وأضاف أن حركة الدول الأفريقية نحو المعايير تبعث رسائل إيجابية للأسواق وتفتح فرص التمويل المشترك.
التمويل المستدام والإفصاحات المفيدة
وفي جلسة أخرى نظمها مجلس معايير الاستدامة الدولي بعنوان التمويل المستدام ودور الإفصاحات المفيدة في اتخاذ القرار، أشار إلى أن التحدي الأساسي للدول النامية هو أن الأطر العالمية لا تعكس واقعها غالباً. وأوضح أن ثلاثة أبعاد مهمة هي التكلفة المرتفعة للامتثال والتقيد المعقد، وعدم تضمين البيانات الأكثر أهمية المتعلقة بالتكيف والمرونة ومسارات التحول، إضافة إلى أن الأنظمة الحالية يمكن أن توسع فجوة تكلفة رأس المال. ودعا إلى التحول إلى أطر عالمية متناسقة وقابلة للتشغيل البيني وتكون لها فائدة فعلية في اتخاذ القرار، مع توكيد أن الشفافية يجب أن تمكّن الاستثمار لا تقيده.
ودعا إلى آليات دولية مهمة مثل مساهمة بنوك التنمية متعددة الأطراف في مواءمة توقعات الإفصاح مع قدرات البلدان وإصلاح نظام التصنيف الائتماني وتقييم المخاطر. وأوضح أن هذه الآليات ستسهم في تقليل تكاليف الاستثمار وتحسين ثقة المستثمرين. كما ستسهم في رصد المرونة وتوجيه التمويل نحو القطاعات الأكثر تأثيراً في التنمية.
خاتمة وتوصيات عملية
وفي الختام، أكد محيي الدين أن الإفصاح عالي الجودة عن الاستدامة ليس مجرد متطلب فني بل فرصة استراتيجية لتعزيز دور أفريقيا في الأسواق العالمية وتنفيذ العمل المناخي. وأوضح أن ذلك يعزز الثقة لدى المستثمرين ويتيح تمويلًا أكثر تنوعاً للمشروعات الخضراء. وذكر أن تطبيق المعايير سيكرس القدرة التنافسية في سلاسل الإمداد العالمية.
وأضاف أنه يسهم في حشد التمويل المشترك ودعم بنية تحتية خضراء قادرة على الصمود. كما يعزز الشفافية في بيانات الشركات ومرونة السياسات. ويتيح توجيه الاستثمار نحو الأولويات التنموية والبيئية المستدامة.
ودعا إلى ربط أجندة الإفصاح بالعمليات العالمية الأوسع، بما في ذلك نتائج مؤتمر تمويل التنمية الرابع (FfD4) ومؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، لضمان تحقيق أثر تنموي ومناخي ملموس. وأكد أهمية التنسيق بين الأطر الدولية وآليات المتابعة. وشدد على ضرورة تقييم التنفيذ وتعديل المسارات حسب النتائج التي تبرز على أرض الواقع.


