أعلنت شركة Septodont الفرنسية في بيان رسمي خلال السنوات الأخيرة عن تقديم مادة بايودنتين الحيوية للأسنان، المعروفة بالإسمنت الحيوي للأسنان، كخيار متطور في طب الأسنان التجديدي. أفادت الأبحاث المنشورة في مجلات دولية مثل Journal of Endodontics وClinical Oral Investigations بأن البايودنتين يمثل نقلة نوعية في الممارسة التجديدية للأسنان. توضح المادة أنها تزداد سرعة التصلب خلال دقائق وتوفر سهولة الاستخدام في العيادات بلا بروتوكولات معقدة وتتمتع بقدرة عالية على الالتصاق بالعاج ومنع التسرب الميكروبي. كما أكدت ميزاتها البيولوجية الفريدة أنها تحفّز الخلايا اللبّية على تكوين جسر العاج، ما يفتح باب الشفاء الذاتي من الداخل.
مزايا بايودنتين
لا تقتصر فاعلية بايودنتين على الإغلاق الميكروي فحسب بل تعمل كمحفز بيولوجي نشط يدمج العاج مع الأنسجة المحيطة. تتسم بقدرة لاصقة عالية تمنع التسرب وتقلل مخاطر فشل العلاجات الجذرية. تتيح سرعة التصلب خلال دقائق إجراء عمليات طب الأسنان التجديدي بسرعة وفعالية. نتيجة ذلك تعتبر هذه المادة خطوة رائدة في مسار الشفاء الذاتي للأسنان من الداخل.
قصة سريرية توضح الفعالية
في لندن، ظهر طفل يبلغ من العمر تسع سنوات إثر كسر أمامي في أحد الأسنان نتيجة السقوط أثناء اللعب. استخدم الطبيب بايودنتين كغطاء مباشر للعصب لحماية اللب وتحفيز الشفاء الذاتي. خلال بضعة أشهر تكونت لدى السن طبقة جديدة من العاج حافظت عليه حيًا بشكل كامل، فاستعاد الطفل ابتسامته دون اللجوء لتدخلات صناعية. هذه الحالة تمثل مثالاً عمليًا يبرز إمكانات المادة في تمكين السن من الشفاء الذاتي من الداخل.
تحديات وفرص في العالم العربي
رغم انتشار بايودنتين في أوروبا وأميركا، يظل وجوده محدودًا في العالم العربي، وهو ما يشكل فرصة ذهبية لاعتماد طب الأسنان التجديدي مبكرًا. ترى نخبة من الخبراء أن الانتشار المتزايد لهذا النوع من المواد الحيوية يمكن أن يسهم في الحفاظ على الأسنان الأساسية وتقليل الحاجة إلى الخلع أو سحب العصب. كما يبرز الاهتمام السعودي كحالة نموذجية نظرًا لتقدم الابتكار الطبي ضمن رؤية 2030 وتوجهها نحو تعزيز جودة الرعاية الصحية.
أفق البحث والتجديد
أظهرت دراسة من جامعة نانجينغ الطبية في الصين أن بايودنتين لا يقتصر على تقوية نسيج السن فحسب بل يحفز تكاثر الخلايا الجذعية اللبّية البشرية ويقاوم الشيخوخة الخلوية عبر تفعيل مسار Wnt/β-catenin المسؤول عن التجدد والإصلاح. ونُشرت النتائج في Stem Cell Research عام 2025، مؤكدة أن المادة تمثل خطوة جوهرية نحو الأسنان ذاتية الشفاء. وتشير النتائج إلى إمكانية توسيع استخدامها في طب الأسنان التجديدي. بذلك تفتح بايودنتين أبواب مستقبلية لعصار الشفاء الذاتي في طب الأسنان.


