تشير الدراسات إلى أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل هو توقيت يتحكم في وظائف يومك ومعالجة الجسم. تترتّب عليه استجابات أيضية دقيقة قد تتعطل مع نمط نوم غير منتظم حتى لو كان وقت النوم كافياً. تؤثر الإيقاعات الحيوية في الجسم على قدرة الجهاز على تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي بشكل متسق. لذلك يصبح النوم المنتظم شرطاً أساسياً للحفاظ على صحة التمثيل الغذائي وتوازن الجسم.
أضرار قلة النوم
تشير دراسات حديثة إلى أن النوم لأقل من ست ساعات في الليل على مدى أشهر يسبب تغيّرات كبيرة في التمثيل الغذائي والشهية والذاكرة والصحة النفسية والهرمونات. كما يرفع النقص المستمر في النوم احتمال الإصابة بمقدمات السكري أو مرض السكري من النوع الثاني إلى الضعف مقارنةً بمن ينامون بين سبع إلى ثماني ساعات. كما يغيّر قلة النوم طريقة تخزين الدهون واستقلاب الجلوكوز واستجابة الأنسولين قبل ظهور الأعراض، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للمشاكل المرتبطة بالطاقة والتوازن الغذائي.
التأثيرات الناتجة عن النوم المفرط
يرتبط النوم المفرط بزيادة خطر السمنة بسبب اضطراب في هرمونات تنظيم الشهية مثل اللبتين والغريلين، كما يعاني كثير من الذين ينامون فترات طويلة من تراجع جودة النوم واضطرابات الأنسولين التي تؤثر في معدل الأيض وتزيد من الشعور بالجوع. كما يلاحظ وجود صلة بين النوم الطويل وتدهور جودة النوم والالتهابات وضعف تحمل الجلوكوز، ما يسهم في تراكم الدهون وزيادة الوزن. وتشير الأدلة إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات بشكل منتظم قد يزيد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة عندما يكون المصاب يعاني من اضطرابات أخرى في النوم.
آلام الظهر والصداع
يمكن أن يؤدي النوم المفرط إلى تصلّب العضلات والتهابات المفاصل وضغط على المفاصل، خاصة لدى المصابين بمشاكل في العمود الفقري. كما أن وضعية النوم الخاطئة والخمول المستمر يضعف الدورة الدموية ويزيد آلام الظهر لدى من ينامون لفترات طويلة. كما يسبب النوم الطويل صداعاً من التوتر أو الصداع النصفي نتيجة تغير مستويات السيروتونين واختلال إيقاع النوم والاستيقاظ.
نصائح للنوم الصحي
تنصح الدراسات بالنوم سبع ساعات أو أكثر لمعظم البالغين، ويعد الانتظام في النوم بين سبع إلى ثماني ساعات إجراءً وقائياً يساعد على الوقاية من السكري وتحسين الهضم وعملية التمثيل الغذائي. كما أن النوم في أكثر من تسع ساعات ليلًا بشكل منتظم قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية أخرى، لذلك ينبغي تقييم نمط الحياة والصحة العامة إذا كان التعب مستمرًا رغم النوم الطويل. وينبغي أيضًا مراعاة عادات النوم اليومية مثل تقليل المنبهات قبل النوم وتجنب الشاشات وتحديد مواعيد نوم ثابتة.


