أظهرت نتائج تحليلية واسعة النطاق أن التدخين حتى بمعدل منخفض من السجائر يرفع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة مقارنة بالانقطاع التام عن التدخين. شملت البيانات أكثر من 300 ألف بالغ من 22 دراسة طولية، وتابع الباحثون المشاركين حتى ما يقرب من 19.9 عامًا. ووثّقت النتائج أكثر من 125 ألف حالة وفاة و54 ألف حالة قلبية وعائية، بما فيها النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب.
أظهرت التحليلات أن التدخين بدرجة منخفضة تزداد معه مخاطر فشل القلب بنحو 50%، كما يزداد احتمال الوفاة لأي سبب بنحو 60% مقارنة بغير المدخنين. وينخفض الخطر بشكل واضح خلال العقد الأول بعد الإقلاع عن التدخين، ويستمر الانخفاض مع مرور الوقت. مع ذلك، يظل المدخنون السابقون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغير المدخنين حتى بعد ثلاثين عامًا.
فوائد الإقلاع المبكر
أبرزت النتائج أن الإقلاع عن التدخين في سن مبكر يظل الخيار الأمثل لتقليل المخاطر الصحية، بدلاً من الاكتفاء بتقليل عدد السجائر اليومية. وتؤكد الدراسات وجود فوائد طويلة الأمد تتحقق عند التوقف المبكر عن التدخين. تشهد النتائج أن المدة منذ الإقلاع أهم من مدى تقليل استهلاك السجائر، مما يعزز ضرورة دعم برامج الوقاية والإقلاع.
تؤكد هذه النتائج مبادئ الصحة العامة التي تشدد على الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن وتدعم جهود الوقاية من التدخين. كما تدعو إلى تخصيص الموارد لبرامج الإقلاع وتوفير الدعم للمقلعين لإتمام الإقلاع بنجاح. حتى وإن طالت فترة التدخين سابقاً، يظل الطريق إلى صحة قلب أفضل ممكناً عبر الإقلاع المبكر والمتابعة الصحية المستمرة.


