أهداف الجلسة ونتائجها
أدار أكرم مروان، الرئيس التنفيذي لشركة I-Career، جلسة بعنوان “من الرؤية إلى التأثير: بناء قوة عاملة مالية جاهزة للذكاء الاصطناعي في مصر” ضمن فعاليات معرض PAFIX على هامش Cairo ICT في 18 نوفمبر 2025. شارك فيها نخبة من القيادات الأكاديمية والمصرفية والتنفيذية. وأجمعت الرؤى خلال الجلسة على أن الإنسان يظل محور القيمة في عصر الذكاء الاصطناعي، وأن التحدي يكمن في تأهيل الكوادر المالية ليس فقط على استخدام الأدوات بل على فهم مخرجاتها وتحليلها واستخدامها في اتخاذ القرار.
دور الإنسان والمهارات اللازمة
افتتح عميد كلية الإدارة بجامعة نيو جيزة، الدكتور خالد عبدالعزيز حجازي، حديثه مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل المحرك الأساسي للتغيير في الأسواق، وإن الإنسان يظل محور القيمة. وأوضح أن تأهيل خريجي الأعمال للعمل في القطاع المالي يتطلب مهارات عملية مثل التفكير النقدي والتحليلي وفهم مخرجات النماذج وتحويلها إلى تقارير عملية. وأكد أن هذه المنظومة المهارية يجب أن ترتبط بحوكمة الاستخدام وتوجيهها بشكل يحافظ على النزاهة والشفافية داخل البيئات التعليمية والمهنية.
وأشارت الجامعة إلى خطط لإطلاق برامج أكاديمية متخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال، إضافة إلى إنشاء بيئات تدريبية مشتركة مع الصناعة تتيح للطلاب التعامل عملياً مع بيانات حقيقية وتطوير مهارات هندسة المطالبات وفق احتياجات التخصص. وتؤكد هذه المبادرات أن الاستثمار في المهارات التحليلية وقراءة النتائج بالمعلومات المناسبة يعزز قدرة الخريجين على اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات.
التدريب والحوكمة المؤسسية
أوضح الدكتور عبدالعزيز نصير أن التسارع الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي أوجب إعادة هيكلة المحتوى التدريبي داخل المؤسسات التعليمية والمصرفية. وأضاف أن المواد التي كانت تُراجع سنوياً باتت تحتاج إلى مراجعة دورية كل أسبوعين لمواكبة التطور.
أعلن المعهد المصرفي تبني استراتيجية تدريب رقمية موسعة تقضي بتوفير محتوى تعليمي يمكن الوصول إليه من أي مكان، مع تحويل البرامج إلى صيغ إلكترونية متعددة اللغات بما يتيح الوصول إلى المحافظات والمناطق النائية. كما نشر المحتوى في 44 دولة أفريقية عبر منصات تعليمية تفاعلية تتيح للمتلقي التعلم بالوتيرة المناسبة دون عوائق لغوية أو جغرافية.
التجارب البنكية وتوجيه القرار
وعرضت نانسي بيباوي، رئيسة قطاع التكنولوجيا الرقمية بالبنك الأهلي المصري، تجربة الدمج بين محرك ذكاء اصطناعي داخل نظام إدارة علاقات العملاء في الفروع. وأوضحت أن الدمج مكن موظفي الخدمة من الحصول على توصيات فورية ودقيقة بشأن المنتجات الأنسب للعميل لحظة دخوله الفرع، وهو ما ساهم في رفع معدلات البيع المتقاطع داخل الفروع بأكثر من 50%. وأكدت أن جودة البيانات واتساقها كانتا الركيزة الأساسية لنجاح التطبيق وتحقيق نتائج قابلة للقياس.
وصرح أحمد سمير رشدي، مدير قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي في إي-سكور، بأن وجود البنية التحتية ليس العقبة الأساسية أمام تبني حلول الذكاء الاصطناعي، بل حوكمة البيانات وغياب الكوادر القادرة على تفسير المخرجات وشرح منطقها للمستخدمين داخل المؤسسات. وأوضح أن عدم قدرة العاملين على فهم كيفية توليد النتائج يجعلهم يرفضونها أو يشككون فيها، معتبرين النماذج صندوقاً أسود يصعب التنبؤ بآلياته.
وحذر محمد الشريف، الرئيس التنفيذي لمجموعة إنجاز للاستشارات، من أن نجاح مشروعات الذكاء الاصطناعي يتطلب قيادة مباشرة من وحدات الأعمال وربطها بأهداف تشغيلية ومالية منذ البداية. وأشار إلى أن اعتبار هذه المشروعات مبادرات تقنية بشكل مستقل يفاقم فشل نحو 95% منها عالمياً، مؤكدًا أن دمج الأدوات الذكية داخل سير العمل وربطها بمؤشرات أداء قابلة للقياس هو العامل الحاسم لاستدامة النجاح في القطاع المصرفي.


