أعلن فريق بريطاني أن علاج قناة الجذر لا يقتصر على تخفيف الألم وإنما قد يؤثر في الصحة العامة من خلال آليات مرتبطة بالالتهابات والتمثيل الغذائي. تابع الباحثون 65 مريضًا من مؤسسة جايز وسانت توماس التابعة للخدمة الصحية البريطانية لمدة عامين بعد إجراء قناة الجذر، وقاموا بقياس جزيئات الدم قبل العملية وبعدها بأربعة أيام لتحديد كيف يتعامل الجسم مع السكر والدهون ومركبات أخرى. يوضح أطباء الأسنان أن العدوى المزمنة في الأسنان قد تؤدي إلى دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، وهو ما قد يرفع الالتهاب ويؤثر في السيطرة على مستويات السكر في الدم. كما يعكس البحث إمكانية وجود فوائد بعيدة المدى لا تقتصر على العناية السنية فحسب.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
أظهرت النتائج أن وجود الالتهابات والميكروبات المرتبطة بها قد تغيّرا مع العلاج، مع ملاحظة تغيّر في أكثر من نصف جزيئات الدم التي جرى تحليلها بعد القناة، وهو ما يدل على تأثيرات في الجسم. أشارت النتائج إلى تحسنات قصيرة الأجل في استقلاب الدهون وتحسنات طويلة الأجل في مستويات السكر في الدم. كما انخفضت مؤشرات الالتهاب المرتبطة بالأمراض المزمنة، وهو ما يبرز فوائد صحية أوسع لصحة القلب والأوعية الدموية. تبرز هذه النتائج أهمية الربط بين صحة الفم والصحة العامة، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن 3.7 مليار شخص يعانون من أمراض فموية غير معالجة.
وفق خبراء، تعد هذه النتائج مهمة للصحة العالمية حين تكون التهابات الأسنان المزمنة غير معالجة، وتؤكد بعض الدراسات وجود آثار على التحكم في السكر والالتهابات عبر مسار الدم، ما يبرز أهمية دمج صحة الفم ضمن الرعاية الصحية العامة للمريض. كما أن التغيرات في البروتينات الدهنية والمواد الدهنية وارتفاع الالتهابات قد تكون مؤشرات على تحسن صحي عام بعد علاج قناة الجذر. ويؤكد البحث أن تقليل أذية الالتهابات قد يساهم في الوقاية من أمراض القلب وغيرها من الحالات المزمنة. وفي الولايات المتحدة، يتم إجراء أكثر من 15 مليون إجراء علاج قناة الجذر سنويًا مما يبرز حجم التأثير الصحي والاقتصادي لهذا الإجراء.
ما هو التهاب قناة الجذر؟
يُعرّف التهاب قناة الجذر بأنه عدوى تصيب لب السن نتيجة تسوس عميق أو شقوق، ما يسبب الألم أو تورم اللثة. يُعد علاج قناة الجذر من الإجراءات الشائعة في طب الأسنان لعلاج الالتهاب أو التلف الذي يصيب لب السن، وهو النسيج الداخلي الرخو الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية والنسيج الضام. وفقًا لمسح صحي أُجري عام 2024، تلقى أكثر من ثلث البالغين في إنجلترا علاجًا لقناة الجذر، وتزداد النسبة مع التقدم في العمر. وفي الولايات المتحدة، يجري أكثر من 15 مليون إجراء علاج قناة الجذر سنويًا.


