أعلن المشاركون في جلسة النقاش عن التحول المحوري الذي يفرضه اعتماد الشرائح المدمجة في بنية أجهزة IoT. وأوضحوا أن هذا التحول يوفر مستوى أمان أعلى وإدارة أكثر كفاءة مع انخفاض في التكاليف التشغيلية. أشاروا إلى أن الهوية المدمجة داخل الجهاز تمنع استنساخ الشرائح أو نقلها بين الأجهزة، مما يعزز حماية ملايين الأجهزة المتصلة. وشددوا في الوقت نفسه على ضرورة تبني الأمن منذ التصميم لضمان حماية البنى التحتية الحيوية والمدن الذكية.
الأثر البنيوي والعملياتي لـ eSIM
أوضح المتحدثون أن الشرائح المدمجة تتيح البرمجة والتحديث عن بُعد وتدعم وجود أكثر من مزود خدمة في الشريحة نفسها. كما تمتد فترة التشغيل إلى نحو خمسة عشر عامًا، ما يسهم في تقليل الحاجة إلى زيارات ميدانية متكررة. وتنعكس هذه المزايا في تقليل المشكلات المرتبطة بالاتصالات الفيزيائية وخفض تكاليف التشغيل. وتعزز الهوية الرقمية داخل الجهاز حماية البيانات وتمنع نقل الشرائح أو استنساخها، وهو أمر مفيد لتطبيقات مثل نقاط البيع والعدادات الذكية.
الأمن والمعايير الدولية
أكد الدكتور أحمد حسن أن حماية منظومة إنترنت الأشياء والهوية الرقمية أصبحت ضرورة وطنية وتستدعي وضع معايير أمنية من لحظة التصميم. وأضاف أن اعتماد منظومات متقدمة لإدارة الهوية والأجهزة وتقليل التدخل البشري في التشغيل والصيانة ضروري. وأشار إلى ضرورة التحديث المستمر للأنظمة لتقليل التعقيد التشغيلي وتحقيق تكامل فاعل بين المصنعين ومزودي الخدمة والجهات الأمنية. كما حدد أهمية الالتزام بالمعايير العالمية مثل NIST 800-213 وNIST 800-82 و62443 في القطاعات الصناعية.
التطبيقات والتجارب الصناعية
وتناول المهندس أسامة ثابت من Orange مصر تجربة تشغيلية تؤكد أن التحول إلى الشرائح المدمجة يقلل زمن نشر الأجهزة. وأوضح أن هذا التحول يسهم في تقليل تعقيدات الإعداد والتحديث وتقلل تكاليف الصيانة. وأشار إلى أن هذا التطور يكتسب أهمية خاصة في قطاع السيارات حيث تعتمد المركبات الحديثة على تحديثات مستمرة وتستلزم بنية اتصال مستدامة. وأوضحت شركة إيجيبت تراست بقيادة المهندس محمد كيوان أن الشرائح المدمجة توفر إمكانات البرمجة عن بعد وتدعم أكثر من مزود خدمة مع عمر تشغيلي يصل إلى خمسة عشر عامًا.
خلاصة وتوصيات
ختاماً، أكدت الجلسة ضرورة تعزيز التعاون بين المصنعين ومزودي الخدمة والجهات الأمنية لضمان استدامة الخدمات وتكامل الأنظمة. ودعت إلى تبني تحديثات مستمرة للأنظمة وتقليل التدخل البشري في التشغيل والصيانة. كما شددت على الالتزام بالمعايير الدولية وتقييم أثر الأمان للمشروعات الحيوية قبل نشرها. وتُعد هذه الرؤية إطاراً لضمان أمان المستقبل المتصل وفعالية إدارة الأجهزة على المدى الطويل.