تؤكد البيانات أن انخفاض درجات الحرارة يجعل المفاصل أقل مرونة وأكثر عرضة للتصلّب، وهو تغير يرتبط باستياء الجسم من البرد. وتظهر هذه الحساسية بشكل أوضح لدى من يعانون من اضطرابات مزمنة مثل التهاب المفاصل أو آلام العضلات المزمنة. لذا يصبح فصل الشتاء اختبارًا لقدرة الجسم على الحركة دون ألم، وغالبًا ما يحتاج الأشخاص إلى إجراءات يومية بسيطة لتقليل التيبّس والوقاية من الإصابات.

لماذا تشتد آلام المفاصل في الشتاء

يحدث التيبّس نتيجة تقلّص العضلات حول المفصل عند التعرض للبرودة، مما يحد من قدرة المفصل على الحركة بسهولة. وتشير المعطيات إلى أن انخفاض الحرارة يبطّئ تدفّق الدم إلى الأطراف، فذلك يزيد الإحساس بالألم لدى من يعانون من التهابات مزمنة. وتؤدي هذه التغيرات إلى أن يصبح المفصل أكثر عرضة للشد وتظهر علامات الدفاع بالجسم في الصباح أو بعد الجلوس الطويل.

المخاطر الخفية للطقس البارد

قد تتصاعد مخاطر الإصابات في الشتاء إذ ترتفع فرص الانزلاق وضعف التوازن وقصر حركة المفاصل. كما أن النشاطات الخارجية مثل التنزه أو إزالة الثلج تزيد احتمال التعرض للسقوط أو الإجهاد العضلي إذا لم يُسخَّن الجسم قبلها. لذا يصبح الحفاظ على التحرك الخفيف قبل البدء بالنشاط أمراً ضرورياً لتقليل المخاطر.

الإحماء قبل أي حركة

توصي الجهات المختصة بأن يبدأ أي نشاط في الشتاء بمرحلة إحماء واضحة قبل الحركة. يمكن أن يتم الإحماء عبر السير الخفيف في المنزل أو تحريك الذراعين والقدمين ببطء لزيادة تدفّق الدم. يساهم الإحماء القصير في تقليل مخاطر الإصابة وتخفيف التيبّس الذي يظهر عند الاستيقاظ.

اللبس الطبقي لحماية المفاصل

الدفء ليس رفاهية بل ضرورة للحفاظ على مرونة المفاصل في الشتاء. يوصى بارتداء طبقات متعددة من الملابس تبدأ بطبقة ماصّة للرطوبة ثم طبقة عازلة ثم طبقة خارجية مقاومة للهواء أو الماء. كما أن القفازات والقبعات ضرورية لأنها تفقد الحرارة سريعاً عبر الأطراف، مما يسهل الحفاظ على دفء المفاصل الصغيرة.

الحفاظ على رطوبة الجسم

يؤكد المختصون أن الجفاف في الشتاء أكثر شيوعاً بسبب انخفاض الإحساس بالعطش. يزيد الجفاف من احتمال تقلّص العضلات وتزايد التيبّس، لذا يجب توزيع شرب الماء على مدار اليوم. يمكن الاعتماد على المشروبات الدافئة مثل شاي الأعشاب أو الماء الدافئ بالليمون كبديل عندما يحتاج الأمر.

العلاج الحراري قبل النشاط

تساعد الحرارة الموجّهة إلى المناطق المصابة على تحسين تدفّق الدم وتليين الأنسجة المحيطة بالمفصل. يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو الحمّام الساخن لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة. يلجأ بعض المرضى إلى هذه الوسيلة قبل الإحماء أو بعد العودة من الخارج لتخفيف الألم واستعادة القدرة على الحركة.

السلامة مع الثلوج والأسطح الزلقة

ينبغي ارتداء حذاء بسطح مضاد للانزلاق لتقليل مخاطر السقوط. ولمن يشعرون باحساس بعدم الثبات أثناء المشي يمكن الاعتماد على عصا مساعدة على الاستناد أثناء عبور الطرق المبتلة. كما يفضل تفادي إزالة الثلوج دفعة واحدة والعمل على فترات متقطعة لتقليل الإجهاد العضلي.

المصابون بأمراض مزمنة بالمفاصل

يلاحظ عند المصابين بالتهابات المفاصل المزمنة تفاقم الأعراض في الأيام الباردة، لذا يُنصحون بالالتزام بالعلاج الموصوف وتنظيم مواعيد النوم والنشاط اليومي. كما أن الحفاظ على الحركة الخفيفة خلال اليوم والمتابعة الدورية مع الطبيب يسهّمان في تعديل الخطة العلاجية عند الحاجة. يساعد ذلك في الحد من التهيّج وتوفير استقرار أفضل على المدى الطويل.

دمج العناية الذاتية مع الإرشاد المهني

يمكن أن يحتاج بعض المرضى إلى دعم علاجي متقدم مثل جلسات العلاج الطبيعي أو التدليك الطبي أو إعادة تأهيل العضلات لتعزيز التوازن والقوة. يركّز هذا الدمج بين العناية الذاتية والتوجيه الطبي على تقديم نتائج مستدامة وتقليل مخاطر تكرار الألم. وتُسهِم المتابعة المنتظمة في تكييف الخطة العلاجية وفق الحاجة وتوفير دعم متكامل للمريض.

شاركها.
اترك تعليقاً